كأقرانهم الشباب، يجتمعون بالمقهى ليتناقشوا أمر البطالة والوظيفة وصعوبات الحياة ويقضون بعض الوقت ويتبادلون المعرفة مع كوب من القهوة ولكن بصمت، لأنه المقهى الصامت الذي يجلسون فيه مختلف شكلا ومضمونا عن باقي مقاهي الرياض، ورواده هم من الصم الذين حرمتهم إعاقتهم عن التفاعل مع مجتمعهم. وإنشاء مقهى خاص للصم يعتبر خطوة هي الأولى من نوعها في المملكة، ويتوقع خبراء الاجتماع والأطباء أن تساهم في تخفف من معاناة ذوي الإعاقة السمعية في التواصل مع غيرهم، خاصة في الأماكن العامة، وتوفر لهم ملجأ لتمضية الوقت في جوّ يراعي احتياجاتهم. وعن فكرة إنشاء هذا المقهى يقول عبد الله الجساس، مدير مقهى الصم وصاحب الفكرة: \\\"فكرة إنشاء هذا المقهى جاءت من حاجة الصم الماسة إلى مثل هذه الأماكن؛ حيث تغلق المراكز والمنظمات الخاصة بهم في وقت مبكر ويوفر لهم المقهى فرصة التواصل مع بعضهم في أي وقت، سواء مبكرا أو في وقت متأخر في المساء\\\". وأوضح الجساس أن المقهى يتيح للصم فرصة التواصل لتبادل المعلومات والبرامج لخلق جو حميمي ومألوف. كما يهدف المقهى إلى دمج الصم مع أقرانهم الأصحاء فهو لا يقتصر على الصم، وهو ما دفع لإقامة صداقات بين رواد المقهى من الجانبين، بعد أن أجبر الفضول أشخاص أسوياء جذبهم حبّ الفضول للمقهى إلى تعلم لغة الإشارة عبر الكتب والبرامج المتوافرة في المقهى. وفي المقهى كل العاملين يعرفون لغة الإشارة وبإمكانهم التواصل مع زبائنهم الصم والاستجابة لكل طلباتهم، وبمجرد كبسة على جرس مدمج في الطاولة، يتم استدعاء النادل -القادر تماما على التحدث مع الزبائن- وتبقى الهيمنة في المقهى لحركة اليدين والإيماءات بصمت قد يحير الواردين للمقهى من غير الصم. وعن أهمية المقهى ونظرة الناس لمميزاته، يقول محمد العجلان -أحد رواد المقهى من الصم بلغة الإشارة : كل يوم نأتي إلى المقهى؛ حيث نستفيد ونتبادل المعلومات والكتب والخبرات اليومية التي مرت بنا، ونستخدم الإنترنت ونستمتع ببرامج التلفزيون المخصصة للصم، والتي تعرضها شاشة تلفزيونية طوال الوقت\".