يستكمل حجاج بيت الله الحرام مناسكهم في منى بعد أدائهم يوم التاسع من ذي الحجة ركن الحج الأعظم بالوقوف على صعيد عرفات الطاهر. وعقب وصولهم من مزدلفة حيث نفروا، يشرع ضيوف الرحمن في رمي جمرة العقبة الكبرى ونحر الهدي ثم الحلق أو التقصير ليتم التحلل الأصغر. وخلال مكوث الحجاج بمنى في أيام التشريق، يرمون جمرات العقبة الصغرى والوسطى والكبرى ويكثرون من الدعاء. وقد سميت منى لما يُمنى (يكثر) فيها من دماء الهدي، ومن قبل سميت بذلك لما يُمنى فيها من الدعاء. وتقع هذه المدينة المبنية من الخيام بين جبلين قرب مكةالمكرمة، ويمكث فيها الحجاج لأيام قليلة في العام أثناء موسم الحج، في حين تبقى فارغة طوال باقي الأيام. في الساعات الأولى من صبيحة عيد الأضحى العاشر من ذي الحجة يبدأ الحجاج التوافد إلى منى لرمي الجمرات اقتداء بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يرمون جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات، وينحرون بعدها الهدي ثم يحلقون أو يقصرون رؤوسهم لتحلل أصغر يخلعون فيه ثياب الإحرام ويجوز لهم لبس المخيط. سهولة ويسر بناء جسر الجمرات وفتح الطابق الرابع منه سهل على الحجاج رمي الجمرات بعدما أدى التدافع في سنوات ماضية إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، بل إن بعض الحجاج -رجالا ونساء- اصطحبوا أطفالهم معهم. وسارع الحجاج عقب أداء هذا النسك أمس الثلاثاء إلى الحلق أو التقصير، حيث انتشرت على جانبي الطريق المؤدي إلى جسر الجمرات مناطق للحلاقة في الهواء الطلق. ورغم التعب والمشقة يشعر الحجاج براحة كبيرة بعدما الرمي والحلق، ليتجهوا بعد ذلك إلى مكة لأداء طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة، كما ترتسم الفرحة على وجوهم وتلهج ألسنتهم بالشكر لله أن منّ عليهم بأداء هذا النسك العظيم ودعائه أن يتقبل سبحانه وتعالى منهم حجهم. ويواصل الحجيج في اليوم الأول من أيام التشريق (11 ذو الحجة) رمي جمرات العقبة الصغرى والوسطى والكبرى، كل منها بسبع جمرات، ويتوقفون بعد رمي كل جمرة للدعاء والتضرع إلى الله. ويتكرر ذلك في يوم التشريق الثاني، حيث يستطيع المتعجل إنهاء المناسك ومغادرة منى قبل مغيب شمس ذلك اليوم إلى مكة، في حين يواصل بقية ضيوف الرحمن الرمي في اليوم الثالث للتشريق قبل المغادرة النهائية لهذا المشعر العظيم. المصدر: الجزيرة