بدأ ملايين الحجاج أمس منسك رمي الجمرات في العقبة الكبرى في مشعر منى قرب مكةالمكرمة ونحر الهدى والأضاحي، في أول أيام عيد الأضحى المبارك. وبدأ الحجاج فجرا رمي جمرة العقبة الكبرى بسبع جمرات وسط أجواء هادئة وانسيابية في الطرقات بعد إدارة حركة التفويج نحو الجمرات دون عقبات ، ويرمي الحجاج العقبة الكبرى وهي رمز لرجم الشيطان ، بالجمرات التي جمعوها في مزدلفة امس الأول. وبعد أن يفرغوا من رمي جمرة العقبة الثلاث يبدأون نحر الهدى ثم حلق الرأس والطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة. وأقبل الملايين من حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر “منى" مع إشراقة صباح هذا اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، مهللين مكبرين ، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج ثم باتوا ليلتهم في المشعر الحرام “ مزدلفة". وفور وصول الحجاج إلى مشعر منى شرعوا برمي جمرة العقبة، اتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ثم يطوفون بالبيت العتيق ويؤدون نسك الحلق أو التقصير والنحر. وبعد أن يفرغ الحاج من رمي جمرة العقبة شرع له في هذا اليوم أعمال يوم النحر حيث يبدأ بنحر هديه، ثم بحلق رأسه، ثم الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة. بعد ذلك يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق في منى يذكرون الله ويكثرون من ذكره وشكره، ويكملون رمي الجمرات الثلاث يبدأون بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات. ويواصل الحجاج إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق في منى لرمي الجمرات الثلاث الصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع جمرات. ومن أراد التعجل في يومين وجب عليه رمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر لشهر ذي الحجة ، ومغادرة منى قبل غروب الشمس. وبعد رمي الجمرات في آخر أيام الحج ، يتوجه الحجاج إلى مكةالمكرمة للطواف حول البيت العتيق لطواف الوداع ، آخر مناسك الحج قبيل سفرهم مباشرة ، ولا يعفى من ذلك إلا الحائض والنفساء. من ناحية اخرى أكد قائد قوة الدفاع المدني السعودي في منشأة الجمرات العقيد ناصر النهاري أمس عدم تسجيل أي حوادث مؤثرة لزحام أو تدافع الحجاج أثناء رمي جمرة العقبة الكبرى ابتداء من الساعات الأولى من صباح يوم النحر. وقال النهاري إن جميع الحجاج بدأوا في التوافد إلى منطقة الجمرات بعد منتصف ليلة العاشر من ذي الحجة قادمين من مشعر مزدلفة وتمكنوا من أداء هذا النسك بكل سهولة ويسر وانسيابية في الحركة. واعلن تأهب وحدات الدفاع المدني بقوة في منطقة رمي الجمرات على مدار الساعة للتعامل مع أي حالات طارئة وتقديم الخدمات الإسعافية للمرضى والمصابين في جميع طوابق المنشأة، مؤكداً أن الجزء الأكبر من الحالات التي تمت مباشرتها أمس لكبار السن والمرضى وعدد من النساء نتيجة الإعياء الشديد أو انخفاض نسبة السكر أو ارتفاع ضغط الدم، وتم إسعاف الجزء الأكبر منهم في المراكز الصحية بالمنشأة وإحالة عدد قليل إلى أقرب المستشفيات بمشعر منى. وأشار إلى أنه تم نشر عدد من الوحدات للتعامل مع مخاطر ازدحام أعداد كبيرة من الحجاج بالطابقين الأرضي والأول لرمي جمرة العقبة وتوجيه الحجاج إلى الطوابق الأخرى، مؤكدا وجود قوة دعم وإسناد إضافية خلال أوقات الذروة وخاصة يوم الثاني عشر من ذي الحجة، بما يتناسب مع زيادة أعداد الحجاج المتعجلين الذين يتواجدون لرمي الجمرات في ساعات الصباح المبكرة استعدادا لمغادرة مشعر منى إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة. وبدا واضحا الدور الكبير لقطار المشاعر ناقلا آلاف الحجاج إلى الجمرات ، حيث ينزلون إليها عبر سلالم كهربائية وممرات للمشاة في المحطات الواقعة أمام الجمرات. وبلغت أعداد الحجاج القادمين لرمي جمرة العقبة ذروتها عند التاسعة صباحا حيث امتلأت معظم المسارات المخصصة بمئات الآلاف منهم. وفور دخول الحجاج باتجاه الجمرات ، ينتشر مئات من رجال الأمن بشكل منظم لتقسيم الحجاج إلى مجموعات وفصلهم يمينا ويسارا تجنبا للازدحام أو المضايقة. ويحاول البعض رمي الجمرات في الدور الأرضي اعتقادا منهم أنه الأصل في عملية الرمي الأمر الذي يسبب بعض الاختناقات والتدافع. وعندما يرمي الحاج جمرة العقبة ويحلق أو يقصر شعره يكون بذلك قد تم له التحلل الأول وأصبح بإمكانه أن يلبس ثيابه وتحل له كل محظورات الإحرام إلا النساء. وبعد الرمي يواصل الحجيج سيرهم بالاتجاه ذاته نحو مواقع بعثاتهم أو خيامهم بدون أن يشكلوا عبئا على القادمين الجدد لرمي الجمرات. وحلقت مروحيات الهلال الأحمر والدفاع المدني بكثافة منذ الصباح الباكر فوق منطقة الجمرات تحسبا لأي طارئ أو حالة صحية تستدعي التدخل. وكان الحجاج انتقلوا عند مغيب أمس الأول إلى مشعر مزدلفة نزولا من جبل عرفات بعد الانتهاء من أداء الركن الأعظم من أركان الحج. وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن الحج “يسير بشكل طبيعي وكل شيء على ما يرام وفقا للمخطط". وتركز قوات الأمن جهودها للسيطرة على شبكة الطرق عند تفويج الحجيج. وينتشر 168 الفا من قوى الأمن والدفاع المدني لضمان امن وسلامة الحجاج. وبذل رجال الأمن الذين انتشروا في كل مكان من الطرق المؤدية من مكةالمكرمة إلى صعيد منى جهودهم من اجل تأمين سلامة الحجاج وضمان سلاسة وانسيابية تدفقهم والعمل على فك أي اختناق في حركتهم. وساعدت الطرق المخصصة للمشاة بعد توسعتها وتغطيتها وتظليلها لحماية الحجاج من أشعة الشمس وكذلك الأنفاق المخصصة لهم في انسياب ملحوظ في الحركة المرورية. 5