ركض طفل في الثانية عشرة من عمره نحو الطائرة العمودية عقب هبوطها بدقائق معدودة بجوار أحد الأودية المتدفقة في بيشة أمس، وتبعه باقي أفراد أسرته الذين جرى إخلاؤهم عبر إحدى طائرات الأمن ونقلهم إلى جهة آمنة، هذا السيناريو جرى تطبيقه في الباحة وعدة مناطق عقب الأمطار التي شهدتها المنطقة الجنوبية مؤخرا. وكان طيران الأمن نشر طائراته في عدد من المناطق والمدن لمباشرة عمليات الإنقاذ وانتشال العالقين والمحتجزين بسبب الأمطار والسيول. وأوضح قائد طيران الأمن اللواء محمد الحربي أن طيران الأمن نجح أمس في إجلاء 16 محتجزا في بيشةوالباحة، من ضمنها إجلاء أسرة مكونة من ثمانية أفراد كانت محتجزة في وادي ردم في محافظة بيشة في منطقة عسير. وقال اللواء الحربي «تم إيفاد طائرة باتجاه وادي ردم لإنقاذ العائلة المحتجزة، واتضح أن الوادي يسيل بشدة، ومنسوب المياه كان مرتفعا جدا، فبدأت الطائرة في مسح المنطقة بحثا عن الأسرة، وبعد التنسيق مع الدفاع المدني تم تحديد الموقع وتم نقل العائلة إلى مكان آمن». وأوضح قائد طيران الأمن أنه تم إنقاذ 7 أشخاص آخرين في بيشة، فيما جرى انتشال شخص مفقود في منطقة تبعد 20 كيلو مترا عن وادي بيشة، عن طريق ونش الإنقاذ في قرية المحالة، وقال «تم تقديم الخدمات الطبية والإسعافية للشخص الذي جرى إنقاذه على متن الطائرة، وبخاصة أنه رجل كبير في السن ومريض». وأبان الحربي أن طائرة تابعة لطيران الأمن تمكنت أمس من العثور على ثلاثة أشخاص على بعد 30 كيلو مترا شمال وادي ثراد في منطقة الباحة، بعد طيران دام نحو ساعة، إذ كانوا محتجزين إثر الأمطار في المنطقة. وأكد اللواء محمد الحربي أن طيران الأمن نفذ صباح أمس طلعات جوية على أودية بيشة بحثا عن أحد المفقودين، وقد رافق ذوو المفقود طيران الأمن ووحدات متخصصة من الدفاع المدني، لافتا إلى أنه تم مسح جميع الأودية لمدة تجاوزت الساعة والنصف دون أن يتم العثور عليه. وبين اللواء محمد الحربي أن هناك طائرات عمودية في أبها وبيشةوالباحة، تحسبا لوجود محتجزين أو مفقودين، وقال «التوقعات تشير إلى وجود فرصة لهطول أمطار على هذه المناطق، وأكدت التقارير وجود سيول منقولة، وهو ما قد يحتاج إلى تدخلنا في تلك المواقع». وكشف قائد طيران الأمن أن هناك أسطولا لطيران الأمن يتواجد على طول الشريط الساحلي للبحر الأحمر، حيث أشارت توقعات إلى احتمالية أن تشهد هذه المناطق أمطارا خلال الأيام المقبلة، وقال «تتواجد حاليا طائرات أخرى في جدة والرياض على أهبة الاستعداد».