أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير أن الفرق الميدانية تمكنت من إنقاذ 96 مواطنا احتجزتهم مياه السيول والأمطار في محافظة بيشة، خلال اليومين الماضيين. وكشف الأمير فيصل في حديث هاتفي مع «عكاظ» ظهر أمس، أنه تم العثور على جميع المفقودين جراء السيول، فيما عثر على مواطن (60 عاما)، متوفى بعد يومين من البحث المتواصل عنه، كما استشهد رجل أمن من الدفاع المدني أثناء عمله، وأديت الصلاة عليه بعد صلاة الجمعة أمس. وشهدت منطقة عسير خلال الأيام القليلة الماضية هطول أمطار غزيرة لم تعرفها المنطقة من قبل، إذ أكد أمير المنطقة أن المياه غمرت أودية عسير في مشهد لم يحدث منذ سنوات طويلة، مشيرا إلى أن منسوب سد بيشة الأكبر على مستوى المملكة ارتفع إلى ثلاثة أمتار ونصف، ما دعا لتصريف مياهه على الأودية والمزارع المحاذية بهدف الاستفادة من تلك المياه. وشدد أمير منطقة عسير على أن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزيرالداخلية، قضت باتخاذ كل التدابير والإجراءات اللازمة لتقديم أقصى مايمكن للمحافظة على أرواح المواطنين وممتلكاتهم جراء السيول التي اجتاحت المنطقة، مؤكدا أن النائب الثاني ركز على أهمية سلامة المواطن قبل أي شيء. وأفاد الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أنه جرى إعداد وتجهيز مخيمات ومراكز إيواء تمكن المواطنين والمقيمين من مواجهة أي ظروف محتملة، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن هذه المراكز لم تستخدم بعد «لعدم الحاجة إليها»، بيد أنه أكد على استخدام بعض المدارس في محافظة بيشة لإسكان عدد محدود من العوائل. وأكد أمير منطقة عسير استنفار جميع القطاعات والأجهزة الأمنية والخدمية لمعالجة الأضرار الناجمة عن مياه السيول والأمطارالتي شهدتها المنطقة، خصوصا أن الفرصة لا تزال مهيأة لسقوط المزيد من أمطار الخير والبركة على المنطقة، داعيا أهالي عسير إلى التجاوب التام مع خطط وإجراءات الدفاع المدني الهادفة إلى تحقيق سلامة الجميع.
نفوق 100 رأس من الأغنام .. واللواء الثبيتي: الطيران العمودي لم يغب أمطار عسير تعزل قرى وتهدم منازل والدفاع المدني يحرر 100 محتجز
عبد الله آل قمشة، محمد السريعي بيشة، عبد الله الغامدي الرياض واصلت مياه سيول الأودية والأمطار الغزيرة التي هطلت على منطقة عسير خلال اليومين الماضيين عزل الكثير من القرى وهدم المنازل، فيما تكشفت أمس عن إنقاذ 100 محتجز واستشهاد رجل أمن أثناء عمله والعثور على جثة رجل (60 عاما) كانت تبحث عنها فرق البحث على مدى يومين، فيما قطعت مياه الأمطار المصحوبة بالعواصف الرعدية الكهرباء عن الكثير من قرى المنطقة ونفق بسببها أكثر من 100 رأس من الأغنام. وشهدت محافظة بيشة ومراكزها البارحة الأولى والساعات الأولى من صباح أمس أمطارا غزيرة أدت إلى تدفق الأودية وجريان السيول لتعوض أشهرا طويلة من الجفاف الحاصل نتيجة قلة الأمطار. ففي مركز الثنية (50 كيلو مترا غربي بيشة)، قضت السيول على عدد من المنازل وهدمتها، مخلفة عددا من المحتجزين بين مصاب وغريق بالإضافة إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية. واحتجزت سيول وادي تبالة عددا من الأسر، لتتحرك فورا فرق الدفاع المدني إلى الموقع وإنقاذ المحتجزين، وأثناء محاولات الإنقاذ جرى سيل آخر أوقع رجال الإنقاذ بين الواديين، فيما الأسر احتجزت خلف سيل تبالة. استشهاد رجل أمن وبينما يتقدم رجال الدفاع المدني في قلب السيل نحو الأسر لإنقاذهم، جرفت مياهه القوية رجل إنقاذ ومعه شاب متطوع ليستقرا عند جذع شجرة إلا أن الموت ترصد لرجل الإنقاذ، إذ التف حول عنقه حبل كان يريد استخدامه لإنقاذ الأسر التي جاء لأجلها، فيما تمكن المواطن المتطوع زاهر الحارثي من النجاة. ويتحدث ل «عكاظ» الحارثي عن اللحظات التي شهد فيها وفاة رجل الإنقاذ وكيل رقيب هذال مظف الأكلبي بالقول: إنه هم لإنقاذ أسرة احتجزها السيل وما إن دخل المياه حتى جرفتنا المياه سويا، مشيرا إلى أن رجل الإنقاذ أصر على المضي نحو إنقاذ الأسرة، إلا أن ازدياد جريان السيل منعه من التحكم، ليشتد الموقف ولم نعد نستطيع المقاومة. ويتابع الحارثي: في هذه الأثناء قادتنا مياه السيل إلى جذع شجرة وهناك التف حبل كان مع رجل الأمن حول خصره وهو يقول استدعوا الغواص، فيما كانت آخر كلماته «يا رب لا تيتم أطفالي»، فيما كان يغوص في مياه السيل. ويستطرد الحارثي: بعدما شعرت بأن رجل الدفاع المدني فارق الحياة زادت مخاوفي واشتد ألمي وأخذت أصرخ وأصارع الموت، حتى تمكنت بعد أكثر من ثماني ساعات من الخروج إلى بر الأمان بنفس الوقت الذي أنقذت فيه الأسر. تهدم منازل ونفوق ماشية وفي قرية الصبيحي شمالي بيشة، جرفت مياه السيول عددا من المنازل واقتحمتها المياه القوية لأكثر من مترين، ما أدى إلى احتجاز الأسر التي فيها، فيما تسببت المياه في نفوق أعداد كبيرة من الماشية قدرت بنحو 100 رأس من الأغنام. عزل قرى ترج والجعبة وواصل تدفق المياه عزل القرى في المناطق التي هطلت فيها أمطار غزيرة، وشهدت قرى مركزي ترج والجعبة (80 كيلو مترا جنوببيشة) عزلا تاما وفقدت التواصل مع محيطها ولا تزال معزولة حتى ساعة مثول الصحيفة للطبع. فيما شهدت قرية جلان الحجيرات في وادي ترج المعزولة ظهر أمس حالة نقل طبي بطائرة الدفاع المدني للشاب خالد محمد الحارثي الذي يعاني من فشل كلوي، وتنوم في مستشفى الملك عبد الله في محافظة بيشة. إيواء 91 مواطنة ومواطنا في هذه الأثناء، آوى مكتب وزارة المالية في بيشة نحو 91 مواطنة ومواطنا من المتضررين في أمطار السيول والأمطار في المحافظة والمراكز التابعة لها. وقال مدير فرع الوزارة عبيد فلاح السعدي: إن الإيواء تم في بيت الطالب التابع لإدارة تعليم البنين في المحافظة وبعض الشقق الخاصة، وجرى توفير جميع متطلباتهم من مأكل ومشرب، فيما شارك المعهد الصناعي في بيشة في إيواء المتضررين. من جانبه، أكد ل «عكاظ» مدير عام الدفاع المدني في منطقة عسير اللواء عبد الواحد الثبيتي أن الأجواء لا تزال مهيأة لهطول الأمطار، نافيا ما تردد عن عدم تدخل الطيران العمودي في عمليات الإنقاذ، مشيرا إلى الطيران أنقذ 20 شخصا البارحة الأولى، مفيدا في الوقت نفسه إلى أنه توجد معايير دولية لا بد من توافرها ليتحرك فيها الطيران العمودي. ووصف اللواء الثبيتي الاعتداء على بطون الأودية بأنه «مشكلة لا تقتصر على منطقة عسير وحسب»، مشيرا إلى أن استغلال بعض المواطنين للإجازات بالاعتداء على بطون الأودية ومجاري السيول يعتبر مخالفة تشكل زيادة أعباء فرق الإنقاذ وينجم عنها مشاكل كثيرة على الأرواح والممتلكات.
9 آلاف بلاغ في احتجازات الرياض وانقطاع الكهرباء عن 5 آلاف مواطن في الباحة عواصف تقتل 4 في حفر الباطن وفقدان 3 وانتشال جثة طفل
عبد الخالق الغامدي الباحة، فهد المريخي حفر الباطن، عبد المحسن الحارثي الرياض، إبراهيم الحذيفي المخواة، عبد الله المقاطي، حويد البقمي، حمدان السبيعي الطائف، سطام الجميعة، سيف محمد حائل، عبده علواني القفل حذرت المديرية العامة للدفاع المدني من مخاطر التقلبات الجوية التي تشهدها بعض مناطق المملكة، داعية جميع المواطنين والمقيمين لأخذ الحيطة والابتعاد عن الأماكن الخطرة والتقيد بالتعليمات الصادرة عن الدفاع المدني وإرشاداته. وأوضحت مديرية الدفاع المدني في بيان لها أمس، أن التقارير الصادرة عن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تشير إلى تقلبات جوية مختلفة على معظم مناطق المملكة مع توقعات بهطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية على مناطق عسيروالباحةوجنوبي منطقة الرياض والمنطقة الشرقية. إلى ذلك، تبلغت غرفة عمليات الدفاع المدني في منطقة الباحة عن فقدان طفل (عشرة أعوام)، صباح أمس في حي المزرعة التابعة لمدينة الباحة داخل سيارة، ويتواصل البحث عن الطفل حتى مثول الصحيفة للطبع. وشهدت محافظة حفر الباطن عواصف وأمطارا شديدة زادت سرعتها عن 100 كيلو متر في الساعة، وضربت قرى وهجر الصمان ومركز السعيرة وطرق السفر وتسببت في العديد من الوفيات والإصابات وحوادث وتكسير أعمدة الكهرباء أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن هجر أم قليب وأم كداد والحيرة ومعرج السوبان وتقطع الطرق. وقضى أربعة من أسرة واحدة إثر تعرضهم لحادث انقلاب على طريق حفر الباطنالرياض، ونقلوا إلى مستشفى الملك خالد العام في حفر الباطن. وشمالي السعيرة أنقذت أسرة مكونة من 13 فردا، إثر غمر سيارتهم بمياه الأمطار، فيما أوضح المتحدث الرسمي للدفاع المدني في المنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على مراكز السعيرة والصداوي وأم كداد والطليعة حاصرت بعض المتنزهين، وتم توجيه ثلاث فرق دعم من حفر الباطن. وفي الرياض تلقت إدارة مرور العاصمة منذ هطول الأمطار البارحة الأولى وحتى ساعة إعداد الخبر أكثر من تسعة آلاف بلاغ تشير إلى احتجاز مركبات نتيجة التجمعات المائية الكبيرة. وأوضح ل «عكاظ» مدير حركة السير في الإدارة العقيد عبدالعزيز الدبيخي أن المخارج 11 و12 و18 ونفق العروبه وطريق الملك فهد وطريق مكة من أكثر المواقع التي حوصرت فيها المركبات. وفي منطقة جازان، هطلت أمطار متفرقة على محافظة الحرث وقرى الراحة في مركز القفل سالت على إثرها أودية ليه، خلب، ودهوان وفي العرضية الشمالية، أنقذ الشاب يتيم حسن العامري أسرة جرفها سيل وادي الحفياء في العرضية الشمالية البارحة الأولى، من وسط الوادي والتضاريس الوعرة والظلام الحالك. وكانت الأسرة المكونة من أب وزوجة وبنت وطفل دخلوا الوادي تلبية لدعوة عشاء في قرية الحناء، لتعلق مركبتهم في بطن الوادي وسط استغاثة رب الأسرة بالمواطنين لنجدته ليأتي الشاب وينقذ الأسرة. وفي مدينة الباحة، قطعت الأمطار التيار الكهربائي عن مدن الظفير، رغدان، الزرقاء، بني فروة، بشير، بالإضافة إلى الباحة، لتشمل أكثر من خمسة آلاف مشترك بينها محال وأسواق تجارية. وأعلن الناطق الإعلامي في الدفاع المدني في الباحة الرائد جمعان الغامدي عن فقدان مقيم في وادي نخال ولا يزال البحث جاريا عنه كما تم إنقاذ أسرة من وادي السويسية ونقلها إلى مكان آمن. وجرف سيل وادي الخرمة شابا ووالدته صباح أمس، فيما انتشلت طائرة عمودية ستة محتجزين داخل الوادي الذي تسبب جريانه في جرف أربع سيارات وفي حائل، انتشلت فرق من الدفاع المدني أمس طفلا يبلغ من العمر أربعة أعوام، سقط في حفرة جمعتها مياه الأمطار والسيول على ارتفاع خمسة أمتار، ومدتها السيول إلى 11 مترا. واستمرت فرق الإنقاذ أكثر من 15 ساعة حتى تمكنت من انتشال جثة الطفل الذي غاص في عمق البحيرة.