قررت الشرطة البريطانية فتح تحقيق في مزاعم بأن أجهزة الاستخبارات البريطانية ساعدت في نقل معارضين ليبيين سرا إلى ليبيا في أثناء حكم الزعيم الليبي معمر القذافي السابق. ويهدد اثنان من قادة المعارضة العسكرية السابقة ضد القذافي بمقاضاة الحكومة البريطانية بدعوى أنها نقلتهما سراً إلى ليبيا حيث تعرضوا للتعذيب هناك ، كما يقولان. ومن المتحمل أن يؤدي هذا التحقيق من جانب الشرطة البريطانية في ادعاءات المعارضين الليبيين السابقين إلى إرجاء تحقيق أوسع تعتزم الحكومة البريطانية إجراؤه في قضية نقل السجناء سراً إلى دول أخرى تعرضوا فيها للتعذيب. وقالت شرطة العاصمة البريطانية في بيان، إنها تسلمت شكوى من شخص اعتُقل ثم نُقل إلى ليبيا بالإضافة إلى معلومات في شأن حالة ثانية مشابهة. وأضاف البيان: "الادعاءات التي أُثيرت في الحالتين والخاصة بترحيل أفراد بعينهم إلى ليبيا وإساءة معاملتهما في هذه الدولة، هي إدعاءات خطيرة للغاية ومن مصلحة الرأي العام أن يتم التحقيق فيها الآن دون الانتظار لنتيجة الدعوى القضائية التي رفعها الشخص المعتقل". وقال عبد الحكيم بلحاج القائد العسكري لقوات المعارضة الليبية ، التي أطاحت بحكم الزعيم الليبي معمر القذافي، إنه اعتُقل في العام 2004 وتعرض لعمليات تعذيب ، ثم تم نقله من العاصمة التايلاندية بانكوك إلى ليبيا في عملية شارك فيها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية( سي آي أيه) وجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني إم آي -6 بهدف مساعدة نظام العقيد الليبي في القبض على أعدائه، حسبما قال بلحاج. وكان القائد العسكري الليبي قد أبلغ بي بي سي العام الماضي أنه يستحق اعتذاراً رسمياً من المملكة المتحدة بسبب هذه العملية. أما الحالة الليبية الثانية فهي لسامي الساعدي الذي قدّم ادعاءات مشابهة بتورط بريطانيا في ترحيله إلى ليبيا وطالب بتعويضات عما قال إنها أضرار وقعت عليه جراء تعرضه للتعذيب ، حسب قوله ، في أحد سجون نظام القذافي. وقد أكدت النيابة العامة البريطانية وشرطة العاصمة لندن أنهما تحققان في الحالتين.