طالب القائد العسكري لقوات المعارضة الليبية في طرابلس عبد الحكيم بلحاج، الحكومتين البريطانية والأميركية بتقديم اعتذار، في أعقاب العثور على وثائق سرية كشفت تورط جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) في مؤامرة أدت إلى اعتقاله وتعذيبه. ونقلت صحيفة (الغارديان) امس، عن بلحاج قوله إنه "يفكر في رفع دعوى قضائية حول المؤامرة"، والتي أثارت المزيد من التساؤلات حول عِلم بريطانيا بالترحيل السري للمشتبهين بالإرهاب وسوء معاملة المساجين. وقال إن جواسيس بريطانيين كانوا بين أول من قام باستجوابه بعد تسليمه إلى ليبيا، وتفاجئ للغاية لتورط البريطانيين في ما وصفها "فترة مؤلمة" في حياته خلال مرحلة الاعتقال. وأضاف بلحاج أن سجّانيه "لم يسمحوا له بالاستحمام لمدة ثلاث سنوات ورؤية الشمس طوال عام كامل، وعلّقوه على الجدار وأبقوه في زنزانة إنفرادية، وعذّبوه بشكل منتظم"، مشيراً إلى أن هذه التجربة "لن توقف ليبيا الجديدة عن إقامة علاقات نظامية مع بريطانيا والولايات المتحدة". وقال إنه "تعرّض للتعذيب في بانكوك من قبل اثنين من عملاء (سي آي إيه) وتم حقنه بمادة وتعليقه على الحائط من ذراعه وساقة ووضعه في حاوية مليئة بالجليد وحرمانه من النوم، قبل إعادته إلى ليبيا حيث تعرّض للتعذيب مرة أخرى وقام المحققون بتعليقه على الجدار كل أسبوع وعزله بزنزانة انفرادية لمدة 7 سنوات". وأُخلي سبيل بلحاج من سجن أبو سليم، في وقت سابق من هذا العام بموجب عفو عام أصدره القذافي، وانضم بعدها لقوات المعارضة التي أطاحت بالقذافي قبل أسبوعين. وكانت وثائق سرية عُثر عليها في مكتب وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا، كشفت عن توّرط بريطانيا في اعتقال بلحاج، حين شغل منصب زعيم الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية، وتسليمه سراً إلى طرابلس.