هل فاقد الشيء يعطيه أم لايعطيه؟ جميعنا نسمع بهذا المثل الدارج على ألسنة من حولنا من فقد شيء من الحب والمشاعر والأحاسيس والأ خلاق فإنه لايعطيه , ولكن السؤال هل ينطبق ذلك على جميع الحالات ؟ الأغلب يرى أنه من فقد تلك الأشياء فلن يستطيع أن يطيعها لغيرة بأي شكل من الأشكال ولأنها شيء فوق استطاعته وإمكانياته رغم أنها تؤثر على استمرارية حياته, ولكن أقول بأن العطاء لا يقلل من الحب والحنان والرحمة التي نملكها كما أن أحاسيسنا و مشاعرنا ليست بحر ينضب أو يجف بل يتجدد . ففاقد الشيء وما يواجهه من مصاعب ومعاناة وألم فهو يسعى لمنحه أكثر من الشخص الذي لم يفقده كي لايقع الآخرون في نفس ما مر به من ألم ومعناه و حتى "لايجلدون بنفس السياط الذي جلد به." فالعطاء برواز واحد لصور عديدة صور مختلفة ومتفاوتة ترمي لهدف سامي وإنساني فنحن لانعيش لأجل أنفسنا فقط فإنه لايستحق أن يولد بيننا من عاش لنفسه , فاذكر من باب التدليل عندما يفقد الشخص حنان أحد والديه فنجده يتودد ويتقرب من الأطفال ويكون أكثر رحمه وحنان ورأفة بهم . وأحياناً العكس صحيح فبعض الأشخاص الذين لم يفقدوا شيئاً نجدهم لايعطون ويبخلون فلا يقتصر البخل على المال بل هناك البخل بالمشاعر والأحاسيس ونجدهم متمسكين بها وكأنها سوف تذهب ولن تعود إليه,,, وكم من صحيح مات من غير علة***وكم من سقيم عاش حين من الدهر دمتم بود ...