باختصار لقد عانت جماهير العالمي خلال موسما كاملا وتحملت فوق طاقتها من الضغوط والقهر والشد العصبي وهي تشهد مجموعة من التخبطات والعبث الإداري في الخطط والقرارات.. والفوضى الفنية في التنظيم والاستهتار وعدم المبالاة من معظم اللاعبين.. فجمهور النصر محب ومخلص ووفي ومؤثر وعاشق وعلى قدر من النضج والوعي يعرف ويثمن العمل الجيد فهو بغض النظر عن النتائج "فالتوفيق من الله" يستطيع أن يميز بين الفكر السليم والرؤية الجيدة وبين التخبطات والأخطاء المتكررة والغير مقبولة.. وفي كل مره يقولون القادم أجمل وحان وقت التصحيح وهم يسمعون الأعذار والوعود.. فهناك في المدرج من يحضر ويشجع ويصرخ وتدمع عينه وهناك ضحكات وابتسامات في الملعب وعدم شعور بالمسؤولية حتى والكرة تسكن مرمى الفريق. لعل صراع الجبابرة وحرب البيانات والبحث عن الذات لا الكيان الذي ختم به النصر موسمه كان بمثابة الضربة القاضية والمسمار الأخير بعد سلسلة من الأحداث كانت كفيلة بفقدان جميع المكتسبات والانقسام الكبير إلى مؤيد ومعارض وبين مطبل وناقم.. وأصبح هناك فراغ وفرصة لتصفية الحسابات ليظهر البعض بدور البطل والمنقذ في انتظار رصاصة الرحمة.. خصوصا من أطراف نصراوية تمثل نفسها وغير محسوبة على النادي تبحث عن شهرتها ومصالحها وغير مبالية بما يحدث فهي بمثابة نقطة سوداء حققت فشلا بنسبة كبيرة ساهمت في غرق السفينة. اليوم ومع بعض البوادر الإيجابية تضع جماهير العالمي يدها على قلبها خوفا من هاجس الموسم المنصرم ومدى تأثيره.. فالتفاؤل في هذه المرحلة أصبح صعبا والعودة تحتاج تعامل مع المعطيات بحذر وإلى جهد وعمل وتحضير وتكاتف من الجميع وتقديم مصلحة النصر ككيان له اسمه وقيمته.. فجماهير العالمي اليوم لا تريد التصريحات الرنانة واجتماعات الفلاشات وسئمت من إطلاق الوعود بل تريد حقائق ودلائل وعمل ملموس على أرض الواقع يبرهن ذلك ويطمئنها. طارق الفريح تويتر TariqAlFraih@