صبرت جماهير النصر، وأيقنت أن لافرج قريب في ظل إدارة تتنامى انتكاساتها وكل موسم يسجل مؤشرها نتائج أسوأ من قبل.. وخرج الصبر عن نطاق السيطرة وارتفعت الأصوات تنادي: هل من منقذين؟. والإدارة بتصرفاتها العبثية وتجاهلها أو جهلها بما يمكن تسميته ب(أمن الكيان) بعزل نفسها عن الداعمين والمفكرين وجدت نفسها صلعاء غير قادرة على الإنجار.. وعلاوة على ذلك تستهتر بحقوق الآخرين موقعة بأفعالها على صك (ضعفها) وبقيت من المعاندين. والوضع بلغ السوء ويتجه إلى الأسوأ وحان وقت حماية النصر من نذر الانهيار والعار أيضا.. بتشكيل مجلس مقبول جماهيريا يكون بمثابة قوة التدخل السريع لمساعدة الإدارة الحالية وتقديم الدعم الإداري والمالي لها للحيلولة دون بلوغ التطورات السلبية حدودا خطيرة جدا. ونذر الانهيار مؤشراته واضحة، ولكن قد يتساءل من يتساءل عن العار..وللعار وقائع تتحدث عن نفسها ولامجال للقفز عليها بتبريرات فارغة. والثابت في العهد الحالي إنه ما من متعاقد أجنبي سواء كان لاعبا أو مدربا تنتهي علاقته بالنصر إلا ويعلن تذمره من سوء الأوضاع الإدارية المحبطة وتأخر استحقاقاته ورواتبه. وآخرهم المدرب الأرجنتيني كوستاس الذي قال إنه غير مسئول عما آلت إليه الأوضاع الفنية في الفريق، ولم يشأ وهو في الرياض الإفصاح أكثر من ذلك. وللعارفين بأوضاع النصر الإدارية المزرية لايرون جديدا في حديثه لصحيفة البيكون البيروفية ونشرته (الرياضية) في عددها أول أمس الأحد وقوله (إنه هو من قدم الاستقالة بعد أن مرت عليه خمسة أشهر بدون راتب). وإدارة النصر تفاخر بأنها ألغت عقده لسوء نتائج الفريق.. وقد كذبت على الجماهير وكوستاس من الصادقين، فهو لم يقل إن الإدارة تتدخل في عمله بل قال أكبر من ذلك بأنه لم يستلم رواتبه من خمسة أشهر وتلك جريمة في حق البشر. وكان صادقا عندما قال: (من حسن حظي أن قبضت بعض المال عند توقيعي العقد وإلا سوف أعيش مسلسلاً درامياً في السعودية.) وماقاله المدرب ينطبق على نجوم الفريق الذين لانعلم كيف يسّيرون أمورهم وإدارتهم تتفرج عليهم وتطالب منهم الفوز وهم المنحورون نحرا في قوتهم اليومي.ولم يكن كلام كوستاس سابقة وقبله الإيطالي زينجا الذي قال لسائليه في مطار الرياض (النصر مفلس ولايصرفون رواتب ومن الصعب العمل في مثل هذه الأجواء المحبطة). وديسلفا الأورجواني الذي ألغي عقده بطريقة مهينة اشترط للعودة للنصر استلام كامل العقد مقدما مع تعهد من الإدارة بصرف رواتب اللاعبين. وكل مايحدث في النصر من مهازل إدارية فيها إهانة بالغة لاسم كيان كبير بسبب تصرفات أقل ما يقال عنها إنها (غير مسئولة) بعد أن أصبحت الفضائح على المكشوف. وبلغ العبث حدود الاستهتار بعقلية جماهير العالمي.. وأي عالمي وهو في هذا الوضع يهان في كيانه وقد بات اسمه مشبوها ونافرا للآخرين. وأي عالمي أصبح محطة عابرة لجمع النقاط، وأي عالمي وهو بات يعاني من فيروسات الأمراض الإدارية والأزمات المالية..وأي عالمي تسلب حقوقه المالية في وضح النهارمن شركة لأحد أعضائه الشرفيين ولايوجد من يدافع عنه..وأي عالمي رئيسه لايحترم العقود والمواثيق ولاحقوق البشرالمالية من رواتب وغيرها وكأنهم حجر. وفوق كل ذلك أي عالمي وكبار رجاله بقوا متفرجين وقد تراكمت أمامهم الكوارث متجاوزة حدود الأموال والنتائج إلى سمعة الكيان داخليا وخارجيا. يبقى القول والكيان الكبير يتجه للأسوأ ولامؤشرات ارتداد واضحة للتصحيح، فقد وجب إنقاذه.. والإنقاذ ليس مقتصرا على تصحيح خطة فنيا وإداريا ولا من الديون المتراكمة.. بل أيضا إنقاذه من العار حتى لايأتي يوم يوضع فيه النصر في القائمة السوداء في السجلات المحلية والقارية و(فيفا).. مشبوها ومعزولا في قائمة المنبوذين.