يبدو أن رياضة كرة القدم السعودية في العقدين الأخيرين موعودة بالعديد من النكسات المتلاحق والتراجع المستمر على كافة المستويات.. ولعل حال أنديتنا في دوري أبطال آسيا يلخص هذا الوضع بشكل لا يدع مجال للشك في الاستعداد والتهيئة والتنظيم الفني والإداري.. لذلك أعتقد أننا تجاوزنا مرحلة العيث والفوضى والاجتهاد إلي مرحلة عدم الإحساس بالمسؤولية والتخبطات.. حيث عشنا مع بطولة آسيا للأندية الأبطال أوقات عصفت بالكثير من مكتسبات رياضتنا. باختصار أن مشاركة أنديتنا في مسابقة دوري أبطال آسيا للمحترفين سمعة وطن وواجهة حضارية وهي فوق كل اعتبار ولا يسمح بالمهاترات فيها.. فالمجال ذو اختصاص ومهنية يحتاج تدخل من المؤسسات الرياضية ليكون ضمن خطة عمل شاملة ذات رؤية مستقبلية.. فلقد أصبح الخروج من دور المجموعات أمرا طبيعيا لأنديتنا والتنافس اختلف مع اختلاف المقاييس فلم نستطيع التفوق في المشهد الآسيوي داخل الملعب أو خارجه. اتحاد الكرة بدوره لم يشارك بايجابية مع أنديتنا.. فأقل ما يمكن عمله الآن تشكيل لجنة خاصة بالمسابقة وإعداد دراسة شاملة وتقرير عن مشاركة أنديتنا والتعرف على الإيجابيات ودعمها والسلبيات وعلاجها.. وتقديم الخبرات والتنسيق المستمر الفني والتنظيمي وأن تسخر كافة الإمكانيات وتقديم الدعم للأندية لتكون مستقبلا أكثر مسؤولية واحتراف ومهنية في مشوارها الآسيوي فنيا وإداريا. الجماهير دائما تكون الخاسر الأكبر والأكثر تألما بحكم آمالها وعشقها وعاطفتها فهي بلا شك خارج دائرة الفشل ووضعها طبيعي وما تمارسه من ضغوط وما تتبادله مع الجماهير المنافسة أمورا خاصة بها فلا نريد ادعاء المثالية أو تحميلها جزء من إخفاقات أنديتنا.. ولكن يبقى غالبية الإعلام الرياضي بجميع وسائله كعادته متلون يساهم في تشتيت الجهود ونشر التعصب وشق الصف وزيادة حالة الاحتقان بين الجماهير في طريقة تعاطيه وطرحه.. وأصبح لا ينظر للإنجاز على أساس أنه فخر للوطن بقدر ما هو قهر للمنافسين.. والحملات التي يقوم بها تخديرية وطرحها غير عقلاني وبعضها يحمل عداء.. والغريب أيضا بأنه لا يوجد مساهمة فعالة من القطاع الخاص في رفع الروح العامة للأندية والجماهير في دوري أبطال آسيا. طارق الفريح تويتر TariqAlFraih@