اتذكر في تصريح سابق للأسطورة البرازيلي بيليه في كأس العالم بكوريا واليابان 2002 قال إنه لا يؤمن بأحقية هداف كأس العالم وغير مقتنع بذلك اللقب كون الفرق لا تتقابل جميعها خلال البطولة فمجموعة تضم أربعة منتخبات قوية لا تعطيك الفرصة للتسجيل أكثر مقارنة بمجموعة فيها فرق متواضعة مثل "السعودية" واليوم يخرج علينا لاعب برشلونة الاسباني تشافي هيرنانديز بتصريح يصف كأس أمم أوروبا بأنها أقوى من كأس العالم وذلك لتقارب مستوى جميع الفرق وأن فرص الفوز متساوية ولا يوجد فرق ضعيفة مثل "السعودية" كما لو كنا في كأس العالم وذلك قبل لخوض منافسات يورو 2012. هذا الاتفاق الضمني لذكر اسم السعودية رغم فارق الاعوام العشرة بين التصريحين وأنها الحلقة الاضعف في مثل هذه المناسبات ليس من باب التهكم والسخرية وإنما جاء بناء على معطيات ومستويات ونتائج كانت كفيلة بخروج هذه العبارات في تصريحات مثل هؤلاء النجوم مع تحفظنا الشديد على طريقة تصريحاتهم بذكر اسم السعودية بهذه الطريقة خصوصا من تشافي الذي لم نكن نحن في المونديال عندما حقق اللقب 2010 وعندما تواجهنا في نفس المجموعة في 2006 كانت النتيجة فوز اسبانيا بهدف واحد فقط ولكن قد يكون لوجود الهولندي السيد فرانك ريكارد مدرب السعودية حاليا وبرشلونة سابقا دور في طريقة التصريح إلا أن وجود مثل هذه المساحة والفراغ في رياضتنا جعلها تذكر بهده الطريقة. هنا أقول إن تمثيل البلد خارجيا ليس تشريفا للمنتخب بكافة أجهزته وكذلك الأندية بقدر ما هو تكليف ورسالة تقدم من خلالها الصورة الجميلة التي تعكس واقع التطور الرياضي وتقديم المستويات الجيدة. ولكن بعد نتائج منتخبنا الأخيرة وخروجه من التصفيات الأولية لكأس العالم والصورة الهزيلة التي ظهر عليها في كأس أمم آسيا جعلنا لا نستطيع الرد على مثل هذه التصريحات حيث اصبح تقبلها واقعا مريرا يصف الحالة التي وصلنا لها. الأنظمة بين الفلسفة والتنظير عشنا مع بطولة آسيا للأندية الأبطال في نسخ سابقة أوقات عصفت بالكثير من المبادئ في رياضتنا بسبب التعصب وصل لدرجة الخروج عن النص وتعدي الخطوط الحمراء لتصبح الساحة الرياضية في حالة احتقان مستمر وغليان على أكثر من مستوى جعلت الأوراق تتلون قبل أن تتطاير بالتأكيد أبعدتنا عن حسن التنظيم والإدارة لتتخبط القرارات الاجتهادية، هذا ما لمسناها ورصدناه خصوصا في ضعف فهم الأنظمة واللوائح في مقابل الفلسفة والتنظير على الرغم من المكاتبات والاستفسارات سواء على المستوى المحلي بين أنديتنا واتحاد كرة القدم أو على مستويات أعلى والجميع يتذكر قضية لاعب الشباب سابقا عبدالعزيز السعران واحتجاج الأهلي وملابسات الموضوع، فأي تخبط وفوضى تعيشه أندية واتحادات آسيا وبالتأكيد اتحادها القاري الذي لم يستطيع حتى أن يثبت على معايير لاختيار أفصل لاعب في القارة وقضية جدولة المباريات وتعارض دور الستة عشر مع يوم الفيفا. أما بالنسبة لأنديتنا فمشاركتها في مسابقة دوري أبطال آسيا للمحترفين سمعة رياضة وطن فوق كل اعتبار ولا يسمح بالمهاترات فيها, فمجال الرياضة ليس مجال عبث ولا فوضى أو تطبيل وأنه مجال ذو اختصاص ومهنية، لذلك نتمنى أن تختفي الكثير من السلبيات التي تصاحب عادة هذه البطولة سواء من الأندية أو الإعلام أو الجمهور. إذ يعد حسن التنظيم والاستضافة وبالتأكيد تقديم المستويات الفنية والانتصارات واجهة حضارية ومشرفة للرياضية السعودية، لذلك ينبغي تبادل الخبرات والتنسيق المستمر في جميع النواحي الفنية أو التنظيمية وأن يتم تسخير كافة الإمكانيات وأنواع الدعم للأندية لتكون أكثر مسؤولية واحترافا ومهنية في مشوارها الآسيوي فنيا وإداريا. نقاط أسيوية: * أتمنى أن يقوم الاتحاد السعودي لكرة القدم بتشكيل لجنة خاصة لمتابعة البطولة وعمل دراسة شاملة وإعداد تقرير عن مشاركة أنديتنا والتعرف على الإيجابيات التي ساندت الأندية ودعمها وعلى السلبيات والمعوقات وعلاجها. وجعل توصيات الدراسة في متناول جميع الأندية مستقبلاً. * على الإعلام اختيار الطرق الفعالة والدعم المناسب في المساندة والتي ترفع المعنويات والهمم وتجنب الشحن التوتر، وأن تكون حملات تشجيعية لا تخديرية وطرحها بعقلانية وفكر وعدم المبالغة في ذلك. * عدم أخذ أنواع الدعم أو أي وقفة متوقعة من اتحاد كرة القدم أو الإعلام الرياضي مع الأندية في هذه المهمة بحساسية مفرطة من خلال الميول والتعصب، وطرحها ومناقشتها يجب أن ينبع من خلال استشعار بالمسؤولية والحس الوطني. * يفترض تفعيل دور القطاع الخاص واستثمار ذلك في رفع الروح العامة للأندية والجماهير والمساهمة الفعالة في مشوار ممثلي الوطن في هذا التواجد الآسيوي.