ما هي إلا ساعات معدودات حتى يهل شهر رمضان المبارك على الأمة الإسلامية جمعاء حاملا معه الخير واليمن والبركات، وسرعان ما بدأت مختلف دول العالم العربي رغم الأزمات التي تمر بها تتحضّر لاستقبال الشهر الكريم ومنها لبنان الذي بدأت تباشير الشهر تهل على محيّاه متنقلة من العاصمة بيروت إلى شمال البلد وجنوبه. ففي السابع والعشرين من شهر شعبان انطلقت مؤسّسات الرعاية الاجتماعية - دار الأيتام الإسلامية في بيروت في مواكب "أهلا رمضان" السيّارة متجوّلة في شوارع العاصمة ورافعة شعار "المحبة في شهر الخير" ففيما غدا المار في شوارع بيروت يتصادف مع هذه المواكب التي تجسّد معالم لبنانية تراثية عريقة وأخرى معاصرة حديثة بصحبة أطفال دار الأيتام الإسلامية الذين يترنمون على أناشيد ترحِّب بالشهر الفضيل برزت اللوحات التي تدعو إلى المبادرة إلى فعل الخير ومد يد المساعدة لليتيم موزعة على مفترقات الطرق في بيروت. أما الأسواق في مختلف المدن اللبنانية فقد ارتدت حلّة رمضانية جديدة، حيث انتشرت الأنوار عند المفترقات وتقاطعات الطرق والمراكز التجارية الكبرى كما توزّعت الزينة على طول الشوارع من مار الياس إلى الحمراء إلى وسط بيروت التجاري مرورا بوسط مدينة صيدا التجاري ومراكزها التجارية فقلب مدينة طرابلس وغيرها من المدن شمالا وجنوبا. بدورها بدأت المحلات التجارية بالإعلان عن عروضات في مختلف المواد سواء المأكولات والمشروبات وحتى الملبوسات وبدأت الكثير من المواد الأولية التي تُستخدم في موائد الشهر الكريم والتي لم تكن تنال حيّزا من الإقبال في سواه من الشهر تظهر في الأسواق حتى الحلويات فقد شرعت محلاتها بالتحضير للشهر الكريم وبدأت الإعلانات تتوالى عن توافر منتوجات خاصة بالشهر حتى أنّ الكثير من المعدات من صاج قلي "الكلاج" إلى ماكينة صنع "القطايف" ولف "زنود الست" وغيرها من الحلويات الشرقية التي تغيب بالإجمال عن باقي أيام السنة كما برزت محلات المشروبات والعصائر التي بدأت تتحضر لصناعة الجلاب والتمر الهندي وعرق السوس وهي المشروبات الأكثر طلبا في رمضان. وقد بدأت المحال التجارية الكبرى تكتظ بمرتاديها تحضيرا لمؤنة الشهر الكريم فالمائدة اللبنانية من الصعب أن يغيب عنها طبق "الفتوش" و"التبولة" فيما "حساء العدس" صيفا شتاء هو الأساس أما فتة اللبن بالمكسّرات وطبق الأرز باللحم والرقائق باللحم والجبن وورق العنب بالزيت أو باللحم ويخنات الخضار على أنواعها فهي أساس موائد رمضان كما لا يغيب عنها "قمر الدين" والتمر عن وسط المائدة. مندوب وكالة الانباء السعودية جال في بيروت وغيرها من المدن اللبنانية وعاد بمشاهدات ولقاءات مع مواطنين وأصحاب محال تجارية فمن بيروت أكد رئيس جمعية تجار مار الياس عدنان فاكهاني أنّه تعبيرا عن الإرادة والتصميم ومواجهة للصعوبات الاقتصادية ارتدت أسواق مار الياس حلة رمضان ترحيبا بالشهر الفضيل وسعيا الى إدخال فرحة العيد لقلوب كل اللبنانيين. // يتبع //