مع إيذان فصل الربيع من كل عام تكتنز بلدة مغدوشة زهر الليمون (البرتقال) الذي يغدو بعد تكريره ماء زهر الملقب ب "ذهب لبنان الأبيض" الذي يعطر أريج زهره أرجاء الجنوب اللبناني..فمع تفتح زهر الليمون والبوصفير من كل عام والذي تشتهر مغدوشة بزراعته ينطلق سباق قطاف الموسم الذي يبلغ خط نهايته ب "تقطير - تكرير" إنتاج ماء الزهر ومشتقاته كصناعة لبنانية رائجة . واجرى مندوب وكالة الأنباء السعودية بعد جولة في بساتين بلدة مغدوشة لمواكبة رحلة تقطير ماء الزهر التي تعتبر مهنة موسمية تراثية يتجدد موعدها من سنة إلى أخرى عدة لقاءات مع سكان هذه البلدة من أجل إستكشاف آلية تقطير ماء الزهر في المنازل بالمقارنة مع هذه العملية التي يتم إجراؤها في مصنع البلدة. ويبدو أن العديد من سكان بلدة مغدوشة استهوتهم صناعة "الذهب الأبيض" فمالوا إلى زراعة شجرة البوصفير حيث يعتمد الكثير منهم على رعاية وقطاف موسم الزهر في معيشتهم بفضل العوامل المناخية والتربة التي تتمتع بها هذه البلدة..وفي الوقت الذي يشكل انتاج ماء الزهر مصدر رزق بالنسبة للبعض فهو يشكل بالنسبة للبعض الآخر هواية ينتظرها محترفوها بفارغ الصبر فتقول الجدة جوزيفين قبطان الخوري (70 عاما) / ورثت المهنة التي احترفتها منذ ثلاثين عاما عن والدي الذي بدوره ورثها عن جدي لكني لا أفكر أبداً في اعتزالها كونها تحمل متعة لا يشعر بها الا من يحترفها لذلك ما زلت احافظ عليها كتراث من اصالة البلدة كما أن هذه المهنة تشكل مصدر دخل إضافي للعائلة/. // يتبع //