أكد قادة دول العالم التزامهم بالتوصل إلى اتفاق مهم للحد من الإنبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الإحتباس الحراري بحلول نهاية العام الجاري لكنهم تعهدوا باتخاذ إجراءات محدودة من أجل تحقيق هذا الهدف . جاء ذلك في إطار قمة الأممالمتحدة حول تغير المناخ في نيويورك اليوم الثلاثاء . فقد تعهدت الولاياتالمتحدة والصين ، أكثر دولتين تتسببان في تلوث البيئة ، بالالتزام بخفض الإنبعاثات لديهما إلا أنهما طالبت إحداهما الأخرى بالمزيد من أجل وقف ارتفاع درجة حرارة الكون . وفي هذا السياق حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن المفاوضات التي تستهدف التوصل إلى معاهدة عالمية جديدة للمناخ بحلول ديسمبر المقبل في قمة الأممالمتحدة في كوبنهاجن " تسير بوتيرة بطيئة للغاية " . ومن جهته قال رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلدت ، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي إن المفاوضات كانت على وشك الوصول إلى طريق مسدود ، ولكن لم يكن هناك خيار سوى المضي قدما . وحذرت الدول الجزرية الصغيرة مجددا من أنها قد تتلاشى إذا لم تتوصل اكبر الدول تلويثا للبيئة في العالم إلى اتفاق . وقد إعترف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن استجابة بلاده للتهديدات التي فرضها التغير المناخي كانت بطيئة ، بيد أنه أكد أن ذلك " يوم جديد " . وقال "ندرك خطورة تهديد المناخ..ونصر على التعامل معه"، مشيرا إلى الجهود التي تبذلها إدارته لخفض الإنبعاثات من المركبات وتعزيز الطاقة المتجددة . إلا أن الولاياتالمتحدة قد تجد نفسها عاجزة خلال قمة الأممالمتحدة الحاسمة فى كوبنهاجن في الفترة من 7 وحتى 18 ديسمبر بسبب توقف التشريع الرئيسي لخفض الإنبعاثات الأمريكية في مجلس الشيوخ . وطالب الرئيس الأمريكي بضرورة قيام الدول صاحبة المعدل الأكبر من الانبعاثات باتخاذ الإجراءات اللازمة لخفضها . كما دعا الدول الأخرى خاصة الاقتصاديات الصاعدة مثل الصين والهند إلى الالتزام بالإجراءات الضرورية لخفض الإنبعاثات وذلك من أجل التوصل إلى اتفاق عالمي جديد . وقال أوباما " لن نستطيع مواجهة هذا التحدي إذا لم تتحد الدول صاحبة النصيب الأكبر من الإنبعاثات المسببة للاحتباس الحراري ..فليس هناك حل آخر " . من جانبه ، قال الرئيس الصينى هو جينتاو إن بلاده عازمة على خفض المعدلات المتزايدة من الإنبعاثات الغازية ، لكنه حمل الدول الغنية مسئولية مساعدة الدول الفقيرة على التكيف دون تدمير اقتصادياتهم . وقال جينتاو ،وهو أول رئيس صيني يشارك في افتتاح الاجتماعات السنوية للجميعة العامة للأمم المتحدة منذ 30 عاما " اتخذت الصين ، وستواصل اتخاذ خطوات حازمة وعملية لمواجهة هذا التحدي " . وأضاف / يجب أن ننسق جهودنا للتصدي لتغير المناخ مع العمل على تعزيز معدلات النمو في الدول النامية " . مبديا استعداد الصين للتعاون مع جميع الدول لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة " . وتبرز التصريحات الأمريكية والصينية الخلافات الراهنة بين الدول الغنية والفقيرة بشأن ما ينبغي أن تحصل عليه الدول النامية من الدول الغنية كي تقوم بخفض إنبعاثاتها وهو الأمر الذي يمثل حجر عثرة أمام إبرام معاهدة جديدة حول المناخ في العالم . وقد حذر بان كي مون في وقت سابق من أن أسوأ العواقب المترتبة على تغير المناخ تقترب أكثر من أي وقت مضى ، وحث زعماء العالم على التوصل إلى معاهدة جديدة طموحة حول المناخ بحلول ديسمبر . وقال كي مون لأكثر من 100 من القادة الذين تجمعوا لمناقشة سبل وضع حد للاحتباس الحراري " لقد حان الوقت للتصرف.. إن مصير الأجيال القادمة وآمال ومقدرات حياة المليارات من البشر ، أصبحت بشكل واقعي في أيديكم " . ويأمل بان كي مون ، الذي جعل التصدي لتغير المناخ على رأس أولوياته ، في أن ينجح تجمع اليوم في منح الإرادة السياسية اللازمة لاستكمال المحادثات في كوبنهاجن من أجل التوصل للمعاهدة التي ستحل محل بروتوكول كيوتو ، أول معاهدة في العالم من أجل المناخ ، والتي تنتهي عام 2012 م . // انتهى // 0046 ت م