أكد معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري أن الإنجاز الحضاري لتأسيس الدولة السعودية الحديثة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه تحت اسم المملكة العربية السعودية لايكمن في استعادة الرياض وتوحيد أجزاء هذا الكيان فحسب بل في قدرة الملك عبدالعزيز بحكمته وقوة إيمانه في أن يجنب بلاده ومواطنيه بعقلانية الحاكم العادل والذكاء الفطري للقائد من مصائد سياسية وعسكرية كانت ستستهلك القوة السعودية وتؤجل كثيراً من تحقيق مشروعها المتقدم في وحدة سياسية في الجزيرة العربية . وقال معاليه // إن ذكرى اليوم الوطني تشير في إتجاه واحد نحو أمرين مهمين ، الأول قيمة الإنجازالحضاري لتأسيس دولة تضم وحدة سياسية لمناطق في الجزيرة العربية كانت متباعدة جغرافياً ومختلفة اجتماعياً وثقافياً، والثاني : سحب هذه القيمة الحضارية على خطط التنمية الشاملة على المستقبل //. وأضاف الدكتور السماري في تحليل سياسي كتبه لوكالة الأنباء السعودية عن الملامح السياسية التي نهجها الملك عبدالعزيز رحمه الله لتحقيق هذا المنجز الحضاري بمناسبة اليوم الوطني // إن قيمة الإنجاز تكمن في تحويل الجهد البشري العام في المملكة العربية السعودية وحياة اليوم الواحد إلى نسق حضاري يندرج تحت نظام دولة جديدة لها واجبات وحقوق ، تتقاطع هذه الواجبات والحقوق في مباديء الشريعة الإسلامية وتسير بهديها حتى اليوم ، وبالتالي تأطير هذ الجهد وتفعيله لتنمية المجتمع وترقية درجة اعتماده على نفسه في ماقد يسمى الاكتفاء الحضاري وإعادة نسجه ضمن مقدرات الوطن واستثمار جوانب إيجابية فيه لخدمة مشروع المجتمع المدني// . وأكد أن المكاسب الجغرافية رغم أنها المعنى القريب للانتصارات ، إلا أنها ليست الأهم في الانتصارات التاريخية الثابتة أو التي يراد لها أن تبقى على الدوام . وقال // إنه بالرغم من التوسع الجغرافي في التحرك العسكري والسياسي للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إلا أن ذلك التوسع كانت تتطلبه عوامل أخرى مترابطة مع بعضها لتحقيق دعائم أمنية واجتماعية للبلاد ، ومن هنا حرص المؤسس المغفور له إن شاء الله على إحداث نقلة كبيرة في إنسان الجزيرة العربية من حياة اليوم الواحد إلى الشعور بالمستقبل وربطه بالأرض بتوثيق العلاقة بينهما وكان من ذلك ما قام به طيب الله ثراه من زرع الولاء الوطني الذي كان أولى خطواته تكوين الهجر وتوطين البادية في رؤية بعيدة المدى لم تكن مستوعبة في وقتها//. //يتبع// 1004 ت م