يفتح إعلان منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافير سولانا رسميا اليوم تخليه عن الترشح لفترة ولاية جديدة على رأس الدبلوماسية الأوروبية المجال للمنافسة بين الدول الأعضاء لتبوأ هذا المنصب. وتنتهي مهام سولانا الذي يدير أيضا الأمانة العام للمجلس الأوروبي وسياسة الدفاع والأمن الاتحادية في بروكسل في أكتوبر المقبل حيث تم تعيينه لولايتين متتاليتين من خمس سنوات عام 1999 مباشرة بعد توليه الأمانة العامة لحلف شمال الأطلسي. وتمكن سولانا خلال العشر سنوات الماضية من وضع اللمسات الأولى لدبلوماسية مشتركة على صعيد القارة الأوروبية الا ان عدة عوامل حالت ودون تمكن الاتحاد الأوروبي من تحقيق طموحه المتعثر في اقامة دبلوماسية موحدة. وتسببت المنافسة التقليدية بين الدول الأوروبية الكبرى وخاصة المانيا وفرنسا وبريطانيا في الحد من طموحات منسق السياسة الخارجية الأوروبية الذي اخفق في ملفين حيويين وهما أولا تمكين الاتحاد الأوروبي من الوسائل الفعلية الحاسمة للعب دور في الشرق الأوسط وثانيا إدارة الملف النووي الإيراني. وينهي سولانا مهمته بمحصلة أكثر من متواضعة حسب الدبلوماسيين في بروكسل. ورفض سولانا طوال العشر سنوات الأخيرة الدعوة إلى اتخاذ أي إجراءات محددة في التعامل مع إسرائيل وتنصل من الرد عدة مرات على مسائلات محددة من البرلمان الأوروبي بشان شؤون الشرق الأوسط واعتبرها من صلاحيات المجلس الأوروبي وحتى اليوم لم يفصح سولانا مثلا عن الدوافع والأسباب التي دعت الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف حركة المقاومة الإسلامية حماس في قائمة المنظمات الإرهابية وهو القرار الذي وجه ضربة قاصمة لجهود الاتحاد الأوروبي والمجموعة الدولية في الشرق الأوسط ومنح إسرائيل هامشا وظفته لتكثيف عمليات الاستيطان تحديدا. وعلى صعيد الملف النووي الإيراني أدار سولانا ضمن ما يعرف بالسداسي الدولي مفاوضات مع إيران اتسمت بالضبابية والتردد طيلة ست سنوات متتالية لم تسفر عن اية نتائج تذكر. // يتبع // 1600 ت م