تلقت الأوساط الأوروبية في بروكسل بحذر كبير إعلان إيران إنها بدأت مرحلة جديدة في برنامجها النووي ودخولها لمرحلة الإنتاج الصناعي لعمليات تخصيب اليورانيوم. وقالت الرئاسة الدورية الأوروبية الي تتولاها ألمانيا ان الإعلان الإيراني هو اعلان في الاتجاه الخاطئ. وأدار الاتحاد الأوروبي مفاوضات معقدة مع ايران طوال السنوات القليلة الماضية لم تسفر عن أية خطوات محددة في اتجاه تسوية الملف النووي الايراني وتحديدا بشأن اقتصاره الفعلي على الجانب المدني. وقدمت أوروبا عروضا محددة بتمكين ايران من امتيازات اقتصادية وتجارية وسياسية مختلفة مقابل ابداء ليونة في ادارة الملف النووي ولكن كافة تلك المحاولات باءت بالفشل ما أدى الى نقل الملف النووي الايراني إلى مجلس الأمن الدولي والتصويت عبر قرارين في الآونة الأخيرة بفرض أول الإجراءات القسرية ضد إيران. واستمر منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافير سولانا الذي يدير المفاوضات مع ايران باسم الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وألمانيا في اجراء اتصالات متعددة مع السلطات الإيرانية وأجرى اتصالا هاتفيا منذ أيام فقط مع كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني في محاولة لتجنب أي تصعيد إضافي بين الطرفين. ولكن إعلان إيران رسميا عن توجهها للدخول في المرحلة الصناعية من تخصيب اليورانيوم يزيد من تعقيد الموقف الأوروبي حسب الدبلوماسيين الأوروبيين. والى جانب ردة فعل الرئاسة الدورية الألمانية المحذر من عواقب التطورات الجديدة أعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل والتي تدير آليات التعاون الثنائي الاوروبي الإيراني أن إعلان إيران الأخير لا يغير من شيء في موقف الجهاز التنفيذي الأوروبي والذي لا يزال يصر على أن تبدي إيران تعاونا كاملا مع مطالب المجموعة الدولية وتلتزم بمقررات الأممالمتحدة. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل اليوم ان الدول الأوروبية بدأت اتصالات فيما بينها لتقييم الموقف الناجم عن الإعلان الإيراني الجديد. ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا في لكسمبورغ يوم 23 ابريل الجاري من المرجح أن تخيم عليه بشكل كبير إشكالية التعامل المقبل على الصعيد الأوروبي والدولي مع تطورات الملف النووي الإيراني. ومن المحتمل حسب نفس المصدر ان يسعى منسق السياسة الخارجية الأوروبية وقبل الاجتماع الوزاري الأوروبي الى الحصول على توضيحات من مخاطبه الإيراني علي لاريجاني وقبل التلويح بالتوجه مجددا الى مجلس الامن الدولي لاستصدر قرار جديد. وكان مصدر أوروبي أعلن قبل التطورات الجديدة عن عقد لقاء قريب بين سولانا ولاريجاني ولكن دون تحديد موعد او مكان اللقاء. ويأمل الدبلوماسيون الأوروبيون في ان يكون الإعلان الإيراني بتكثيف عمليات التخصيب ونقلها الى المرحلة الصناعية مجرد مناورة تستهدف الحصول على اكبر قدر من التنازلات في اية مفاوضات محتلمة مع الطرف الأوروبي وتحيدا إلغاء الإجراءات المتخذة ضد طهران في اطار مجلس الأمن خلال الفترة الأخيرة. // انتهى // 1641 ت م