واصلت الصحف الباكستانية الصادرة اليوم متابعة أنباء اتفاقية إعادة السلام إلى منطقة وادي سوات بين الحكومة الباكستانية وجماعة تطبيق الشريعة المحمدية المحسوبة على حركة طالبان وردود الفعل المتباينة إزاء موافقة الحكومة على تطبيق الشرعية في منطقة الوادي، مشيرة إلى قلق الغرب الذي أعرب عن تحفظه إزاءها، حيث وصفها حلف شمالي الأطلسي بأنها ستوفر للمسلحين ملاذاً آمناً في وادي سوات، بينما رحب الباكستانيون بها أملاً في عودة السلام والاستقرار إلى تلك المنطقة وباقي أجزاء البلاد. أما المبعوث الأمريكي الخاص ريتشارد هولبروك فقد صرح في تعليقه على اتفاقية السلام بأن التشدد الديني في وادي سوات يشكل خطرا على كل من باكستان وأفغانستان والمنطقة على حد سواء، بينما أوضح بيان صادر عن السفارة البريطانية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد أن بريطانيا تشعر بالقلق إزاء توقيع هذه الاتفاقية لإنشاء محاكم تطبق القوانين الشرعية الإسلامية نظرا لان اتفاقيات السلام التي تم التوصل إليها في الماضي لم تصمد طويلا ولم تؤد إلى تحقيق الحل الشامل والدائم للمشاكل في المنطقة. وقالت انه في الوقت الذي يسعى فيه الملا صوفي محمد زعيم جماعة تطبيق الشريعة إلى التفاوض مع باقي الجماعات في وادي سوات، تضاربت الأنباء حول موافقة الرئيس الباكستاني على هذه الاتفاقية حيث أشارت وزيرة الإعلام إلى أن الرئيس سينظر إلى الاتفاق، وهذا ما اعتبره المراقبون إشارة إلى إمكانية التراجع عن الاتفاق، بينما قالت مصادر صحفية أن الرئيس أعطى إشارة الانطلاق للحكومة الإقليمية لتطبيق الاتفاقية، فيما وصفها رئيس الوزراء الباكستاني بأنها ثمرة للإستراتيجية التي انتهجتها حكومته للقضاء على الإرهاب والتطرف بالتفاوض والتنمية الاجتماعية وركن استخدام القوة العسكرية عند الحاجة. أما رئيس وزراء حكومة إقليم الحدود الشمالي الغربي المسئولة عن الاتفاقية والتي سعت من أجلها فقد هدد بالاستقالة من الحكومة إذا تم عرقلة اتفاقية السلام. // يتبع // 0844 ت م