كثفت الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي السبع والعشرين من اتصالاتها وتحركاتها في مسعى لاحتواء تطورت الوضع في إقليم اوسيتيا الجنوبية ومنع اتساع رقعة المواجهات العسكرية بين جورجيا وروسيا . ولكن ورغم وحدة الصف الظاهرية التي يسعى المسئولون الأوروبيون إلى الإيحاء بها في التعامل مع هذه المستجدات الخطيرة وغير المسبوقة في قلب أوروبا منذ عدة سنوات فإن انقسامات فعلية ظهرت بين عدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي وتحديدا تجاه الطرف الذي يتحمل مسئولية الأزمة الحالية. وبعد ساعات فقط من إصدار دول البلطيق الثلاث ليوتانيا واستونيا ولاتفيا بيانا مشتركا شديد اللهجة مع الحكومة البولندية في وارسو نددت فيه بقوة بالسياسة الروسية وتداعياتها على الأمن الجماعي الأوروبي أصدرت الرئاسة الدورية الأوروبية التي تتولاها فرنسا بيانا في بروكسل اكتفت فيه بتحذير موسكو من عواقب سياستها الحالية في القوقاز على العلاقات الثنائية بينها وبين الأوروبيين. وكانت دول البلطيق الثلاث وبولندا طالبت بشكل مباشر من التكتل الأوروبي وحلف الناتو التدخل السريع في جورجيا وقالت في بيانها // إن انتمائها للتجمعين سيكون دون جدوى في حالة عدم صدور ردة فعل أوروبية أطلسية حازمة تجاه موسكو//. ولكن وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير الذي توجه اليوم الأحد لمنطقة القوقاز في سعي للوساطة علق بمرارة على البيان الصادر في بولندا وقال // إنه ليس من مصلحة أي طرف أن يقوم بتجريح الطرف الآخر وان التركيز يجب أن يتم على التوصل إلى وقف لإطلاق النار//. ويقول الدبلوماسيون الأوروبيون في بروكسل // إن مهمة الرئاسة الدورية الفرنسية للتكتل تبدو شاقة وصعبة وان فرنسا التي تتردد بين الدعوة إلى اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين وآخر على مستوى القمة الأسبوع الجاري تخشى من تسجيل انقسام أوروبي علني حول التعامل مع روسيا . ومن شأن مثل هذا الانقسام إلحاق أضرار ومتاعب دبلوماسية واقتصادية في المستقبل القريب حيث تعتبر روسيا شريكا حيويا للتكتل الأوروبي في مجال الطاقة أولا وفي مجال إدارة بعض الملفات الدولية الحساسة ثانيا وفي مقدمتها الملف النووي الإيراني. كما أن تورط أوكرانيا وإسرائيل الفعلي في تسليح جورجيا يضع الأوروبيين في موقف صعب بسبب متانة علاقة بروكسل مع هذين الطرفين. // يتبع // 1251 ت م