تمر العلاقات الروسية الأوروبية بمرحلة توتر جديد وذلك قبل أقل من أسبوع واحد على انعقاد القمة السنوية الروسية الأوروبية في مدينة نيس جنوبفرنسا. وردت الأوساط الأوروبية في بروكسل والحلف الأطلسي بسرعة على إعلان موسكو بتوجه لنصب نظام للصواريخ العابرة للقارات ( اسكندر ) في منطقة كالينينغراد التي تسيطر عليها روسيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية شمال بولندا وقبالة دول البلطيق. وفيما تقول روسيا إن هذه الخطوة تندرج ضمن ردها على مشروع إرساء درع الصواريخ الأمريكي في كل من بولندا وجمهورية التشيك فان الأوساط الأوروبية تعتبرها مبادرة من شأنها إضفاء مزيد من التوتر وانعدام الثقة بين روسيا والغرب. وقالت مفوضية العلاقات الخارجية في الجهاز التنفيذي الأوروبي في بروكسل بينيتا فالندر إنها تستغرب الخطوة الروسية وإنها تتساءل عن تطابق خطة نشر صواريخ اسكندر الروسية في منطقة كالينينغراد مع مشروع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بإعادة هيكلة النظام الأمني الأوروبي. وقالت فالندر إن الخطوة الروسية لا تخدم بأي حال الأمن الأوروبي. وأعرب حلف شمال الأطلسي من جهته عن قلقه تجاه الإعلان الروسي. وقال متحدث أطلسي إن الخطوة الروسية لا تتطابق في حالة تنفيذها الفعلي مع اتفاقيات نزع السلاح القائمة ولا تصب في مصلحة العلاقات بين الناتو وروسيا. وفيما لم يعقد خلف الناتو أي اجتماع لمجلس الشراكة مع روسيا منذ الحرب الأخيرة بين روسيا وجورجيا يستعد التكتل الأوروبي إلى عقد لقاء مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الأسبوع المقبل ولكن وسط خلافات حادة بين دوله بشأن منحى العلاقات الروسية الأوروبية. ووقعت بولندا ودولة ليتوانيا المطلة على بحر البلطيق بيانا ثنائيا أكدتا من خلاله معارضتهما مجددا لأي تفعيل حاسم للعلاقات مع موسكو. وأثار هذا البيان قلقا جديدا لدى الأوساط الأوروبية في بروكسل والتي كانت تعول حتى الآن على موقف أقل تشددا من الدول الشرقية تجاه روسيا. وتخشى الدول الشرقية من تنازلات أوروبية جوهرية للروس في مجالات محددة وخاصة في قطاع الطاقة الحيوي وتطالب بإرساء آلية تضامن أوروبية ملزمة في قطاع الطاقة قبل أي تطوير للروابط مع الكرملين. // يتبع // 1251 ت م