تعتبر المهمة التي بدأها اليوم في جورجيا وزراء من أربعة دول منتمية للتكتل الأوروبي بمثابة ظهور إنشقاق دبلوماسي رسمي أوروبي بشان التعامل مع جورجيا من جهة وإدارة ملف العلاقات الروسية الاوروبية بشكل عام من جهة أخرى. وتوجه وزراء خارجية السويد كارل بيلدت وبولندا رادسلاو سكورسكي وليتوانيا بتراص فايتيكوناس وسلوفينيا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي دميتري روبل إلى تبيليسي عاصمة جورجيا في مهمة أحادية الجانب ولا تحظى بتأييد رسمي لا من المفوضية الاوروبية ولا من منسق السياسة الخارجية خافير سولانا. وقال مصدر دبلوماسي في بروكسل اليوم انه يوجد إستياء داخل المؤسسات الاوروبية من هذه المبادرة . وتقول بولندا وليتوانيا والسويد التي شكلت مؤخرا مجموعة عمل فيما بينها تسمى بمجموعة أصدقاء جورجيا داخل التكتل الأوروبي ان المسئولين الأوروبيين يبدون تساهلا كبيرا تجاه روسيا وتجاه ساستها في القوقاز ومع دول الاتحاد السوفييتي السابق التي كانت تدور في فلكها مثل أوكرانيا ودول البلطيق الثلاث . وتردد نفس الدول ان ليتوانيا وبعد بولندا رفعت آخر تحفظاتها بالنسبة لإقامة علاقات أوروبية متطورة مع روسيا وتوقيع اتفاقية جديدة للشراكة معها ولكنها ايضا تريد التأكيد على تضامنها التام مع جورجيا وحقها في فرض شروط محددة بشان ادارة التعاون الأوروبي الروسي في قطاع الطاقة وتعامل روسيا مع محمياتها السابقة. وتصاعدت وتيرة التوتر بين جورجيا وروسيا في الآونة الأخيرة ولاحت بوادر للحرب بين الطرفين. وتهدف زيارة الوفد الرباعي الأوروبي إلى جورجيا والتي تتزامن مع زيارة وزير الخارجية الألماني شتاينماير لموسكو اليوم الاثنين للتأكيد على وجود تيار أوروبي مخالف للتيار الرسمي في بروكسل وبرلين والذي يدعو صراحة لمهادنة روسيا لأسباب تتعلق بإمدادات الطاقة ويريد الوفد منح إشارة طمأنة لرعايا جورجيا قبل عشرة أيام فقط من تنظيم الانتخابات التشريعية داخلها واحتمال تسجيل مواجهة بين خصوم وانصر روسيا. ويعقد وزراء الخارجية الاوروبية اجتماعات في بروكسل نهاية الشهر الجاري تخيم عليها تطورات إدارة العلاقات مع روسيا والإعداد للقمة الروسية الاوروبية المقررة الشهر المقبل في سيبيريا. //انتهى// 1158 ت م