يتجه التكتل الأوروبي الى الدخول في دوامة أزمة مؤسساتية وسياسية جديدة ويتوقع ان تشل جانبا كبيرا من أدائه الداخلي والخارجي. واقر مصدر في المفوضية الاوروبية في بروكسل بفوز معارضي اتفاقية الوحدة الاوروبية المعدلة او اتفاقية لشبونة في الاستفتاء الشعبي الذي جرى نهار امس الخميس في ايرلندا. وبين نفس المصدر ان الجهاز التنفيذي الأوروبي سيقوم بنشر بيان رسمي حول هذا التطورفي وقت لاحق اليوم 0 وتلقت الأوساط الاتحادية الاوروبية في بروكسل بشعور الصدمة الفعلي نتائج الاستفتاء الايرلندي والذي يمثل انتصارا حاسما لخصوم الاندماج الأوروبي وعودة بأوروبا الى نقطة الصفر مقارنة مع عام 2005 ابان إجهاض الدستور الأوروبي السابق من قبل كل من فرنسا وهولندا0 وتعد ايرلندا التي لا يمثل عدد سكانها سوى اربعة في المائة من سكان الاتحاد الدولة الوحيدة داخل التكتل التي ركنت للاستفاء الشعبي على خلاف الدول الأخرى التي فضلت المصادقة البرلمانية على الاتفاقية الجديدة والتي كان من المخطط لها ان تمنح الاتحاد الأوروبي هياكل عمل جديدة وآليات تحرك على مستوى السياسات الخارجية والداخلية وسياسات الهجرة والامن والضرائب وفي مجال الحقوق الأساسية للمواطنين. ويواجه التكتل الأوروبي بدأ من اليوم معضلة جدية تتمثل في تنظيم سير العمل الأوروبي المشترك في وقت يبلغ فيه عدد الدول الأعضاء سبعا وعشرين دولة ومصاعب تحقيق تنسيق فعلي فيما بينها. ومن بين نتائج التصويت السلبي الايرلندي تعطيل إقامة منصب لرئيس الاتحاد الأوروبي ومنصب نائب لرئيس المفوضية ومنسق أعلى للشؤون الخارجية كما ان تعطيل اتفاقية لشبونة يمثل ضربة قوية لأنصار الاندماج الأوروبي ورسالة واضحة من الشارع الأوروبي بشكل عام على رفض المواطنين الصيغة التي تم من خلالها فرض الاتفاقية الجديدة للوحدة 0 وقالت المفوضية الاوروبية في وقت سابق انها لم تخطط لاي خطة بديلة للرفض الايرلندي لاتفاقية لشبونة ولكن الخبراء في بروكسل يتوقعون ان تراهن الأوساط الاوروبية على عامل الزمن وتعمل على تمرير صيغة اتفاق مع ايرلندا خلال الفترة المقبلة لإعفائها من بعض بنود الاتفاقية الجديدة وخاصة في مجالي الضرائب والدفاع. وقد تركن الدول الاوروبية إلى تعليق عمليات المصادقة البرلمانية على الاتفاقية لطمأنة الرأي العام ولكن رفض ايرلندا للاتفاقية يلحق ضربة قوية لفترة الرئاسة الفرنسية الدورية للاتحاد الأوروبي التي تنطلق في يوليو المقبل حيث كانت فرنسا تعول على التصويت الايرلندي لتمريرعدد من مخططاتها السياسية والأمنية والدفاعية المنطوية تحت الاتفاقية التي تم رفضها من قبل الايرلنديين. وقال مصدر أوروبي في بروكسل ان ردة فعل الرئاسة الدورية الفرنسية على الرفض الايرلندي سيتم مع الدول الأعضاء وخاصة بالتنسيق مع ألمانيا لمواجهة أي تصدع محتمل ومتوقع للعمل الأوروبي خاصة ان بريطانيا لم تصادق حتى الآن رسميا على اتفاقية لشبونة . //انتهى// 1608 ت م