بدأ قادة التكتل الأوروبي سلسلة من التحركات والاتصالات اليوم الخميس في بروكسل في مسعى لتضييق هوة الخلافات بينهم بشأن عدد من الملفات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية الحيوية وذلك قبل ساعات فقط من انطلاق أعمال قمتهم نصف السنوية والتي تتواصل إلى غاية نهار غد الجمعة. وأجرى رئيس الحكومة الإيرلندية براين كوين محادثات مع رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه باروزو في مسعى واضح لبلورة صفقة بين الطرفين وتجنب تعرض إيرلندا للعزل من قبل الدول الأوروبية خلال القمة من جهة وإنقاذ /اتفاقية لشبونة للوحدة الأوروبية/ من جهة أخرى. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي أن محادثات الرجلين تركزت على تداعيات الرفض الإيرلندي لاتفاقية لشبونة الخميس الماضي وعلى الخطوات المقبلة لتجنيب إيرلندا ضغوط شريكاتها. ويتعرض رئيس المفوضية خوزيه باروزو لانتقادات متصاعدة الثقل داخل المؤسسات الاتحادية في بروكسل ومن قبل الدول الأعضاء بسبب ضعف أدائه خلال فترة تنظيم الاستفتاء الإيرلندي وعدم تمكنه من تسويق الاتفاقية للشارع الإيرلندي. ويعتبر الدبلوماسيون الأوروبيون أن قيام مجلس اللوردات البريطاني بالمصادقة على اتفاقية لشبونة وقبل ساعات فقط من التئام قمة بروكسل من شأنه أن يخفف من الضغط على زعماء التكتل ويمكنهم من فرص أفضل لبلورة مخرج للأزمة المؤسساتية التي تهدد التكتل بالشلل. ويتوقع نفس الدبلوماسيين أن يسعى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بكل جهده لإنقاذ فترة رئاسته الدورية للاتحاد الأوروبي التي تنطلق بداية الشهر المقبل خلفا لسلوفينيا. ويدعو الرئيس الفرنسي حاليا إلى إعادة التصويت في إيرلندا على اتفاقية لشبونة ولكنه خيار لا يحظى حتى الآن بدعم كافة زعماء التكتل. ولا تبدي حاليا سوى جمهورية التشيك ترددا رسميا لاعتماد اتفاقية لشبونة وتبدو في موقف معزول مقارنة مع مواقف الدول الأخرى المصممة على إتمام عمليات المصادقة البرلمانية عليها. ويتجه الاتحاد الأوروبي إلى إرجاء البت في المسألة الإيرلندية حاليا وإلى غاية القمة الدورية المقبلة المقررة لشهر أكتوبر القادم. // يتبع // 1322 ت م