اختتمت اليوم بولاية أدرار فعاليات الملتقى الدولي حول المخطوطات، الذي استمر ثلاثة أيام بمشاركة أساتذة جامعيين ومؤرخين ومختصين في صيانة وحفظ المخطوطات من 15 دولة عربية وأوروبية، فضلا عن ممثلي مختلف الجامعات والمكتبات الجزائرية . وقد سجلت الجامعة العربية حضورها في هذا اللقاء العلمي والثقافي من خلال الدكتور عصام محمد الشنطي، خبير بمعهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية والذي أعلن في تصريح له على هامش فعاليات الملتقى، عن استعداد الجامعة العربية لتقديم الدعم والمساعدة اللازمة للحفاظ على التراث الجزائري الذي يشمل مخطوطات نادرة على المستوى العالمي، وهو ما أبداه كذلك الدكتور عز الدين بن زغيبة، خبير بمركز جمعة الماجد بدولة الإمارات العربية المتحدة . وقد تميز اللقاء بعرض جملة من الدراسات والبحوث القيمة أمام المشاركين، والتي تناولت الأبعاد العلمية والتاريخية والدينية للمخطوطات باعتبارها مرجعا من أهم مراجع التعليم الإسلامي في الجزائر وفي غيرها من البلدان العربية والإسلامية . كما ألقى خبراء عرب و أوروبيون محاضرات حول أهمية الحفاظ على المخطوطات من خلال استعمال التقنيات المعاصرة في حفظ المخطوط كوثيقة لها قيمتها التاريخية . وقد دعا المشاركون في نهاية أشغالهم إلى ضرورة تكاتف جهود الخبراء العرب و نظرائهم الأوروبيين الذي شاركوا في ملتقى أدرار لتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة العلمية والتقنية للحفاظ على بعض المخطوطات النادرة بمكتبات أدرار والتي يهددها التلف بسبب قدمها، إذ يرجع بعضها إلى قرون ماضية . وشدد المشاركون على أهمية تدريس المخطوط العربي والإسلامي لطلبة الشريعة على وجه الخصوص، مع إعطاء المزيد من العناية لهذا التراث الديني والثقافي الذي يعتبر جانبا هاما من جوانب الشخصية والهوية العربية الإسلامية . كما طالبوا باسترجاع المخطوطات التي تم تهريبها أيام الاستعمار بل قبل ذلك، حيث تتواجد مئات المخطوطات الجزائرية القيمة في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا ودعا بعضهم إلى اعتماد مدينة أدرار ذات المكتبات العريقة والمدارس القرآنية العتيقة، كعاصمة عربية وإسلامية للمخطوطات بالنظر لامتلاكها عددا كبيرا من المخطوطات ذات الطبيعة الفقهية والشرعية واللغوية والأدبية والتاريخية، والتي يندر العثور على البعض منها في باقي بلاد العالم . يشار إلى أن مدينة أدرار، تعتبر عاصمة المخطوطات بالجزائر، حيث تضم بين جدرانها ومكتباتها المسجدية والخاصة حوالي 12 ألف مخطوط تعود إلى قرون خلت، حيث كانت هذه المدينة منطقة عبور لعلماء المشرق والمغرب العربي نحو غرب إفريقيا لفترة طويلة من الزمن وتحتضن هذه المدينة حاليا أكبر مدرسة للتعليم القرآني بالجزائر والتي أسسها الشيخ والفقيه، محمد بلكبير، أحد كبار علماء الجزائر، الذي وافته المنية قبل سنوات قليلة . // انتهى // 1145 ت م