تزخر الجزائر بثروة هائلة من المخطوطات التاريخية التي يعود بعضها الى القرون الاولى من الهجرة النبوية وتحتوي على كنوز من المعرفة الانسانية التي تتناول شتى انواع العلوم الاسلامية واللغة والادب والفلسفة والطب والفلك وغيرها. وتعد ولاية ادرار من اغنى المناطق الجزائرية في ميدان التراث المخطوط الموزع على مكتبات هذه المدينة التي تضم مئات المخطوطات في الفقه والتوحيد والعقيدة واللغة والحديث والسيرة والتاريخ وتراجم لعلماء جزائريين. وهناك جزء آخرمن المخطوطات الجزائرية خارج البلاد تحفل بها المكتبات والمتاحف في كل من فرنسا واسبانيا وايطاليا وبريطانيا نقلت الى هذه الدول فترة الاحتلال الفرنسي الطويل للجزائر. هذا الكم الهائل من المخزون المعرفي النفيس اضحى في السنوات الاخيرة محل عناية الباحثين الجامعيين الجزائريين لاسيما في ولاية وهران الذين قاموا بفهرسة وتحقيق العديد من المخطوطات في مختبر مخطوطات الحضارة الاسلامية في شمال افريقيا التابع لكلية العلوم الانسانية والحضارة الاسلامية بوهران الذي نظم في هذا الاطار اربعة ملتقيات لاستعراض ودراسة المخطوطات التي تم تحقيقها .. الى جانب فهرسة اكثرمن 2300 وثيقة سترى النور قريبا بالتزامن مع احتفاليات الجزائر عاصمة للثقافة العربية لعام 2007م. كما يسعى الباحثون من خلال تكثيف اعمال التنقيب وتحقيق المخطوطات الى احياء هذا التراث واخراجه للمهتمين حفاظا على ذاكرة الامة وتمكينه من اداء دوره في نقل العلوم والحضارة وربط الامة باصالتها وهم يتعاونون في هذا المجال مع نظرائهم في الدول العربية المغاربية لاثراء وتطوير اعمال البحث والتنقيب لتحقيق المخطوطات من خلال الملتقيات العلمية التي حددت ميادين التعاون عبرتشكيل فرق بحث مشتركة وانشاء مكتبة رقمية والتأهيل العلمي في تخصص تحقيق وفهرسة المخطوطات. // انتهى // 1245 ت م