ألقى فضيلة عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الدكتور أحمد بن علي سير مباركي محاضرة الليلة الماضية بعنوان // الفتوى وخطر القول على الله بغير علم// في جامع خادم الحرمين الشريفين على طريق الملك فهد بن عبدالعزيز.في جازان ضمن البرامج الدعوية الخاصة بأصحاب الفضيلة العلماء المشايخ وطلبة العلم في إطار فعاليات المعرض التاسع لوسائل الدعوة إلى الله (كن داعيا) الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حاليا في مدينة جازان وقد أستهل فضيلته المحاضرة قائلا // إن الله كرم الإنسان وفضله على غيره بالعلم لأن العلم يحقق الإيمان وبالعلم ترفع رايات المجد وتنهض الأمة وتبرز بين الأمم وبالعلم تستقيم الحياة وبالعلم يقهر الظلم وتسود العدالة ولقد امتدح الله سبحانه وتعالى العلم وأهله وحث عباده على العلم والتزود منه حيث قال تعالى//يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات // وقد أوجب الحق سبحانه سؤال العلماء عند أدب العلم وقال {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} معرفاً الفتوى بأنها الجواب عما يشكل من أحكام .. قال الله تعالى//ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن// أي يبينوا ما أشكل عليكم من أحكام النساء. وابان معاليه إنه لا بد للمسلمين من تبيين الأحكام فيما يقع لهم ولا يحسن ذلك كل أحد , ووجب أن يقوم به من لديه القدرة على ذلك ولم تكن الفتوى فرض عين على كل أحد لأنها تقتضي تحقيق علوم جمة ولو كلفها كل واحد لأدى ذلك إلى تعطيل أعمال الناس ومصالحهم لانصرافهم إلى تحقيق علوم بخصوصها مستشهدا على فرضية الفتوى قول الله جل وعلا // إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس// . واضاف // لقد بوأ الإسلام الفتوى والمفتي منزلة عظيمة ودرجة رفيعة فالإفتاء أمر عظيم الخطر لأن المفتي وارث للأنبياء // صلوات الله وسلامه عليهم // كما تبرز أهمية الفتوى ومنزلتها في كون المفتي يقوم مقام رسول الله // صلى الله عليه وسلم // المصدق عن ربه وهذا مادلل عليه الإمام أبو إسحاق الشاطبي بثلاثة أدلة أولها النقل الشرعي للحديث حيث أن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم ,والثاني أنه نائب بتنفيذ الأحكام لقوله عليه الصلاة والسلام //ليبلغ الشاهد الغائب// والثالث مايبرره المفتي من الشريعة إما منقولا عن صاحبها وإما مستنبطا من المنقول . //يتبع // 1719 ت م