واصل المشاركون في اجتماع الدول المستضيفة للاجئين العراقيين أعمالهم بعد ظهر اليوم في العاصمة الأردنية بالاستماع لكلمات ممثلي مصر وسوريا والجامعة العربية بالاضافة الى مداخلة من الجانب العراقي. واكد رئيس الوفد العراقي محمد الحاج حمود في مداخلته لدى استئناف الجلسة ان "الحكومة العراقية تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن رعاياها في الخارج وتعتبر المشكلة عراقية" .. مشيرا الى ان هذا التأكيد جاء بناء على توجيهات تلقاها من حكومته خلال الاستراحة. وقال ان الوفد العراقي يبحث امكانية ايجاد اليات لتقديم العون من الحكومة العراقية للنازحين في الدول المضيفة لهم لافتا الى التزام العراق في مؤتمر جنيف بدفع مبلغ 25 مليون دولار للدول المضيفة للعراقيين وذلك من خلال الاليات والسبل التي يتفق عليها. واكد استعداد بلاده لدفع مبالغ اخرى بالتعاون مع الدول المانحة تغطي كلفة استضافة العراقيين في دول الجوار. واعرب رئيس وفد الجامعة العربية الى الاجتماع رئيس قسم المشرق العربي بالجامعة فهيد التميمي عن تزايد مخاوف الجامعة مما يثار حول تداعيات النزوح العراقي ومخاطره فيما يتعلق بالاخلال بالتركيبة الديموغرافية في العراق وما يثيره ذلك من تزايد الهواجس بشان وحدة العراق وكذلك تفاقم ازمة اللاجئين الفلسطينيين في العراق. وحمل التميمي المجتمع الدولي مسؤولية انقاذ العراق ومساعدته ودعمه لتجاوز المحنة الراهنة "الى جانب المسؤولية الرئيسة التي تقع على عاتق القوات الاجنبية المتواجدة في العراق والتي عليها بموجب قرارات مجلس الامن ذات الصلة مسؤولية صون الامن والاستقرار في العراق ومواجهة الارهاب وحماية المواطنين". واكد استعداد الجامعة العربية وحرصها على القيام بالدور المناط بها تجاه العراق مثلما اكد مواصلة جهودها لتحقيق الوفاق والمصالح الوطنية العراقية حاثا "جميع الفرقاء والمعنيين الى العمل الجدي لتوفير الظروف المناسبة لاستئناف هذه الجهود". من جانبه قال رئيس الوفد المصري السفير هاني خلاف ان الاجتماع يكتسب اهمية خاصة بالنسبة للدول المضيفة للعراقيين من حيث التبعات والمسؤوليات على مختلف المستويات مشيرا الى التعقيد الذي يكتنف هذه القضية جراء تداخل الاعتبارات والظروف الامنية والسياسية والانسانية. وشدد خلاف على ضرورة " ايجاد الاليات والضمانات الكفيلة لعدم توظيف عمليات النزوح الداخلي واللجوء الخارجي للعراقيين لاعادة رسم الخريطة السياسية او الديموغرافية للعراق". وقال ان الاجتماع يشكل فرصة للمزيد من التنسيق والتشاور وتبادل الخبرات وصولا الى وضع تصور مشترك لمواجهة بعض الظواهر ذات الطبيعة الامنية لا سيما لجوء بعض العراقيين الى اصطناع وثائق وتأشيرات مزورة وسبل الحيلولة دون توسع مظاهر العنف او الصراع وانتقالها الى مناطق اخرى. وجدد رئيس الوفد المصري تاكيد بلاده على ان المعالجة السياسية القائمة على المصالحة الوطنية الشاملة وعلى اسس واقعية ومتوازنة وتوسيع المشاركة في عملية التحول السياسي والمضي في خطوات بناء الثقة بين القوى والتجمعات العراقية السياسية والطائفية والعرقية هي المخرج الاساسي لتلافي الظروف التي تؤدي بالعراقيين الى النزوح. ودعا الى المزاوجة بين ما سبق وبين الاليات الكفيلة بحماية وتأمين الجاليات العربية في العراق وخاصة الفلسطينيين. من جهته اكد رئيس الوفد السوري السفير ميلاد عطية في كلمته ان وجود اعداد كبيرة من العراقيين في دول الجوار اصبح يشكل مشكلة كبرى لهذه الدول من حيث تحملها اعباء اضافية تشمل جميع مناحي الحياة فيها كالبنية التحتية والخدمات وقطاعات الصحة والتعليم والبيئة والامن. ودعا عطية المنظمات الدولية والجهات المانحة الى الوفاء بالتزاماتها التي كانت قطعتها على نفسها في مؤتمر جنيف الذي عقد في أبريل الماضي وتقديم المساعدات الى حكومات الدول المضيفة للعراقيين التي تضطلع بمسؤولية ادارة كافة الجوانب المتعلقة بشؤونهم. وكانت قد بدأت اليوم اعمال الاجتماع الذي يعقد للبحث في اوضاع اللاجئين العراقيين واحتياجات الدول المستضيفة جراء الاعباء المترتبة على استضافتها لهؤلاء اللاجئين. // انتهى // 1817 ت م