تتصدر منطقة جازان مناطق المملكة في إنتاج النباتات العطرية، التي تتجاوز 800 طن سنوياً منها 70 بالمئة من إنتاج مزارع مركز الشقيري بمحافظة ضمد، وتُصدر لجميع مناطق المملكة والأسواق الشعبية، وتلقى رواجاً على مدار العام، وتُحول بأنامل سيدات وفتيات جازان إلى منتجات عطرية ذات روائح مختلفة ومميزة، وتشهد إقبالاً كبيراً على مستوى المملكة. ويُعد مجال صناعة "العطور والبخور" من المجالات الصعبة والمعقدة التي لا يمكن احترافها بسهولة نظراً لحاجتها للدقة في استخدام المقادير والخبرة في تمييز الروائح واختيار أفضلها، ومع ذلك اقتحمت سيدات وفتيات منطقة جازان هذا المجال وبرعن وتفنن فيه وحققن مداخيل عالية. وعلى الرغم، من أن صناعة البخور والعطور دخلت عالم المنافسة خاصة مع الصناعات الأجنبية، إلا أن هذ الصناعة ظلت حاضرة في الأسواق المحلية ولها عشاقها، نظراً لما تتمتع به من خصوصية وارتباط بما تجود به تربة المنطقة الخصبة من نباتات عطرية اشتهرت بروائحها الزكية، كما أنها ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالمناسبات والأعراس. واليوم، وضعت الأنامل النسائية اللاتي اقتحمن هذا المجال بصمتهن، وأصبح إنتاجهن من البخور والعطور سلعة اقتصادية تدر عوائد مادية، وأصبحن يمتلكن محال خاصة بهن في الأسواق الشعبية والمجمعات التجارية المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة، ويقوم البعض الآخر بالتسويق والبيع من المنازل أو عبر موقع التواصل الاجتماعي، والمهرجانات. ودفعت مداخيل النباتات العطرية المرتفعة، سيدات وفتيات جازان لإطلاق منصات وأسواق إلكترونية للترويج لصناعتهن داخل المملكة وخارجها، وتمكن من تقديم منتجات احترافية. وقالت ندى زيلعي مصممة عطور، إن حكايتي مع تصميم العطور بدأت منذ 6 سنوات مع والدتي التي كبرت وأنا أشاهدها تخلط العطور، وتصنع الخمريات والبخور، مما زاد من شغفي وحبي لهذا المجال. وأضافت حرصت على تطوير مهاراتي في هذا المجال، من خلال الالتحاق بالعديد من الدورات المتخصصة في تصميم وصناعة العطور العربية داخل وخارج المملكة، ومن ثم بدأت في تأسيس مشروعي الخاص، وتسويق عطوري التي صممتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حظيت بإقبال كبير من قبل محبي العطور مما دفعني إلى افتتاح محل تجاري لبيع منتجاتي، وتصميماتي الخاصة. وأشارت فوزية أحمد أنها تعمل منذ 15 سنة في مجال تركيب العطور، وتصنيع البخور، وتركيز العطور بروائح النباتات العطرية المشهورة بالمنطقة، مثل "الفل، والبعيثران والخزام، والنرجس، والوزاب، والكادي، والأقحوان، والشكب، والخطور، والشيح"، مبينة أنها في بداياتها عملت في معمل صغير، وأنها طورت فكرة بيع منتجاتها عبر متاجر إلكترونية، إضافة إلى عرضها في المناسبات والأفراح، والتي تحقق لها مداخيل ثابتة شهرياً. وأفادت البائعة حنينة حسن بأنها صنعت اسمها بشكل كبير وناجح في مجال صناعة وبيع البخور منذ 30 عاماً، مشيرة إلى أنها عشقت هذه المهنة، وتقوم بالبيع من داخل منزلها، ولها معملها الخاص بمساعدة شقيقاتها. وبينت أن زبائنها يفدون إليها باستمرار من مختلف محافظاتجازان لجودة ما تقدمه من منتجات.