تحظى الأشجار العطرية في تهامة عسير بإقبال ورواج كبيرين من قبل الأهالي والزوار القادمين من أبها وخميس مشيط والقرى المجاورة، ويتركز تواجدها في سوق محايل عسير الشعبي الذي يباع فيه الكادي والريحان والوزاب والبعيثران والشيح والسداب والفل التهامي، التي تتعد وتتشكل بحسب المكان والطبيعة، وتدخل السوق بعد لفها لتشكل حزم صغيرة تباع كل منها بنحو 10 ريالات. وتتعدد استخدامات هذه النباتات ومناسباتها حيث يستخدم الفل التهامي في الأعراس والمناسبات السعيدة لجماله الطبيعي ورائحته المميزة وحظوته الاجتماعية، فيما يستخدم الريحان بشكل دائم بين النساء والرجال الذين يقدمونه احيانا كهدية للضيوف، فيما يستخدم الكادي في تعطير الملابس من خلال وضعه في الخزانة حيث يعطي رائحة زكية تمتد الى شهر كامل، ويستخدم الوزاب لشاي ليمنحه رائحة ونكهة خاصتين، وتستخدم النساء البعيثران بعد خلطه بمواد اخرى لتعطير الشعر، ويستخدم الشيح في الطبخ ليعطي نكهة طيبة للأطعمة، فيما تجلب هذه الأشجار بشكل يومي من مناطق ومزارع مختلفة ومن أشهرها خاط والمجاردة وبارق وصبيا. عمالة وافدة تسيطر على تجارة النباتات العطرية ويرى الباحث في النباتات الطبيعية والطب البديل عبد الرزاق العمري أن للنباتات العطرية تأثيرا على الإنسان لأنها تتركز في الجزء الانفعالي في المخ حيث ينقل استنشاق الروائح العطرية رسالة فورية إلى المخ عبر أعصاب الشم التي توثر في الغدد الصماء، كما أثبتت الدراسات أن العلاج عن طريق الشم له فاعلية كبيرة للتخفيف من آلام الصداع وإزالة التوتر والاكتئاب وتقوية جهاز المناعة، كما تؤثر الزيوت العطرية في صحة الإنسان إذا استخدمت أثناء التدليك أو الاستحمام. واضاف العمري أن استنشاق رائحة ذات طبيعة مخدرة تخفف من حركة المخ في حين أن الروائح المثيرة تدفع المخ إلى اليقظة والانتباه، وهناك 300 نوع من الزيوت الأساسية التي تستخدم في العلاج وهي مستخلصة من الزهور والأعشاب والفواكه والأشجار, ولكل زيت استخداماته المختلفة. ويشير ناصر الاسمري الى سيطرة العمالة الاجنبية على تجارة النباتات العطرية التي تقوم بالبيع والشراء والتوريد والزراعة بعد أن كانت تباع من قبل المواطنين، كما ارتفعت اسعارها بشكل كبير في هذا العصر حيث كنا نشتريها باسعار منخفضة جدا، مرجعا هذه السيطرة الى غياب المستثمرين الكبار الذين يستطيعون استغلال هذه النباتات في انتاج عطور ممتازة، وكذلك استغلالها من قبل شركات صناعة الأدوية.