رغم شهرة فلتر «طوق الورود» على تطبيق (سناب شات)، وحرص العديد من الشبان والفتيات على إضافته إلى صورهم، إلا أن كبار السن في الجنوب، وخاصة في منطقة عسير- استخدموا ذلك الطوق قبل مئات السنين، وما زالوا يستخدمونه في المناسبات، بل وجميع المواسم السياحية التي تشهدها المنطقة، ولكنه ليس طوقاً افتراضيّاً كذاك المستخدم عبر (سناب)، وإنما هو طوق من الورد الطبيعي ذي الرائحة الطيبة، والمضفر بالنباتات العطرية التي اشتهرت بها مناطق الجنوب وجبالها عبر قرون طويلة. فطوق الورود، أو «العصابة» كما يسميها أهالي عسير هو إحدى السمات التراثية التي تميز سكان العديد من مناطق الجنوب، وتقوم السيدات أو الأمهات بصناعته يدويّاً من الورد المخملي، وكثيراً ما يشاهده السياح والزائرون في أيدي باعة الورود والنباتات العطرية وفوق رؤوسهم؛ ليمثل بصمة سياحية وتراثية مميزة لأهالي المنطقة. تقول أم سعيد الشهراني إحدى بائعات الورود في سوق الثلاثاء: «إن «العصابة» تعتبر من النماذج التراثية التي تعبر عن جماليات أهالي منطقة عسير، وتعدها السيدات لأزواجهن وبناتهن وأبنائهن، كما يتم إعدادها بهدف الاستفادة والاستثمار من بيعها، من خلال عمل طوق من الورد القطيفة ذي اللون العنابي أو البرتقالي، أو صناعة طوق من الكادي والبرك والريحان والبعيثران والوزاب والسكب وغيرها من النباتات العطرية، والتي توضع كالتاج على الرأس ولها منظر جمالي خاص؛ كما يضعها الرجل نظراً للروائح العطرة التي تصدر من هذه العصابة». من جهته، أوضح الخبير والباحث السياحي «خالد الدغيم» أن المنتجات الوطنية المحلية في أي دولة تعتبر من أهم عناصر الجذب السياحي؛ لكونها تعبر عن هوية المكان وعن تراثه وعاداته، والتي يجب أن يشعر بها السائح؛ لكي يحس بروح المكان،