استثمرت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر حضورها في المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي انطلق اليوم في جنيف، ويستمر حتى 12 ديسمبر الجاري بعقد العديد من اللقاءات الإنسانية للتنسيق بين جمعياتها الوطنية العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر والعاملة في أكبر منطقة في العالم تشهد استمراراً للصراعات والنزاعات والكوارث. ورأس وفد المنظمة أمينها العام الدكتور صالح بن حمد التويجري في المؤتمر الأهم الذي يهدف إلى التأثير في جدول الأعمال الإنساني, ودراسة التحديات الراهنة والمقبلة، واعتماد مذكرة المؤتمر الخاصة بالنهج المستقبلي في هذا المجال. وثمن التويجري جهود جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر المانحة التي كانت سباقة لعقد أي اتفاقيات من شأنها دعم العمل الإنساني بشكل عام، أو بناء القدرات، أو غيرها من النواحي ذات العلاقة باللاجئين أو النازحين والمهاجرين، مؤكداً أهمية المؤتمر وما سبقه من اجتماعات ناقشت تحديات الصحة العقلية خلال الأزمات الإنسانية، وعواقب الحرب الحضرية على السكان المدنيين، والحاجة إلى تعزيز التأهب العالمي لمواجهة الأوبئة، وحماية البيانات التي جُمعت لأغراض إنسانية بحتة، والتهديد الذي قد تشكله الأسلحة النووية والأسلحة المستقلة ذاتية التدخل في الحروب. وأشاد الدكتور التويجري بجهود جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في بلاد الصراعات والأزمات كونها تعزز التعاون الميداني بين مكونات المنظمة وتقوي جهوزيتها واستعداداتها للكوارث، وتعزيز بناء قدرات الجمعيات الوطنية، بالإضافة إلى دور الحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في مجال التأهب للكوارث ، ونشر القانون الدولي الإنساني ، وكذلك بحث العديد من مجالات العمل التطوعي في الجمعيات الوطنية . وشدّد في سياق العديد من اللقاءات الجانبية التي تحقق رسالة المنظمة على دعم جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في البلدان المتضررة لتكون هي "الوكالة الرائدة" في تقديم المساعدات الإنسانية ومساعدة للسلطات الحكومية ومساندة لها، مؤكداً أن الجمعيات الوطنية في بلدان الصراع والمآسي إلى جانب بعض الجمعيات الوطنية العربية المانحة والعاملة بكل إخلاص وتفان هي الأكثر فعالية في القيام بتلك المساعدات ما يحقق توطينها وتوحيد الجهود والوصول الإغاثي السريع من حيث المميزات التي يمكن أن تتحقق من ذلك كفهم الواقع والحضور الدائم في المجتمعات المتضررة ، وكذلك سهولة الاتصال الدائم بالمجتمعات المحلية وهو ما يمنح تلك الجمعيات القدرة على التصدي للكوارث قبل وقوعها، وعبر عن سعادته بالحراك الذي تقدمه الجمعيات الوطنية المانحة وكذلك العاملة في الميدان والتعاون الذي تقدمه لعلاج الأزمات الإنسانية على الصعيد الإغاثي والإنساني، ومساندة المنظمات الإنسانية الفاعلة. وأوضح التويجري أن المنظمة بدأت اجتماعاتها التنسيقية مع مطلع ترتيبات المؤتمر حيث عقدت اجتماعا تشاوريا حضرته جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية استطلعت من خلاله التوجهات العربية في الترشيحات العربية لمختلف مناصب الحركة الإنسانية والرفع من مستوى التمثيل العربي ، والوصول الى أهداف محددة من شأنها الرفع والارتقاء بجهود الحركة الدولية للعمل الإنساني في المنطقة العربية. وأفاد أن الاجتماعات التنسيقية شملت الحكومات والجمعيات الإسلامية وغير الإسلامية، ولقاءات مع قيادات الحركة الدولية - الاتحاد واللجنة الدولية ، منوهاً بمشروعات القرارات التي أعدت الأمانة العامة للمنظمة مسوّداتها الخاصة باتفاقية أشبيليا ومذكرة التفاهم فيما بين الهلال الفلسطيني ونجمة داوود الحمراء. كما عقدت المنظمة أعمال ورشة عمل في القانون الدولي الإنساني بعنوان "تشريع وطني للشارة"، وشهدت اللقاءات اجتماعات ثنائية جمعت في أطرافها جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر الأعضاء بالمنظمة بهدف تقوية العلاقات البينية وتنسيق الجهود الإنسانية ودعم مشروعات التنمية المستدامة، حيث أكدت الجمعيات المانحة وقوفها مع الجمعيات في طور التكوين لإعادة بناء قدرات الجمعيات المستهدفة . وفي سياق الاستعدادات للدورة الخامسة والأربعين للهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر التي من المقرر أن تستضيفها مملكة البحرين الشقيقة عقدت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر لقاء تحضيرياً مع عضو منظمة جمعية الهلال الأحمر البحريني ، وثمن "التويجري" الجهود والترتيبات كافة التي أولتها الحكومة البحرينية جل اهتمامها ممثلة في الهلال الأحمر البحريني نحو استضافة هذا التجمع الإنساني والإغاثي المهم ، الذي يأتي في وقت تدعو الحاجة فيه إلى التكاتف والتعاضد وتوحيد الصف والكلمة لمواجهة مآسي المنكوبين والمكلومين والمحرومين من أسهل حقوق الإنسانية . منوهاً بجهود الهلال الأحمر البحريني والتحضيرات والاستعدادات المبكرة التي تتم من أجل توفير بيئة إنسانية لبحث دعم مستقبل القضايا الإنسانية العربية بالذات وأن العالم العربي يعاني من كبرى المآسي الإنسانية.