بدأت بالعاصمة التونسية اليوم ، أعمال الدورة ال 42 للهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تحت شعار " العمل الإنساني .. صناعة ومهارة " . ويشارك في الدورة الحالية عددًا من الجهات المعنية بالعمل الإنساني على غرار اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الإسلامية للهلال الدولي , إلى جانب بعض الجمعيات الأوروبية المعنية بقضايا اللاجئين العرب وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية الأعضاء في المنظمة . وأكد الأمين العام للمنظمة الدكتور صالح بن حمد السحيباني في كلمته الافتتاحية أهمية انعقاد هذه الدورة عقب المستجدات الأخيرة والأزمات الإنسانية المأساوية التي زادت فيها وتيرة الصراعات والكوارث لبحث مستجدات التنسيق الإغاثي والتعاون الميداني الفاعل تلبية لاحتياجات المنكوبين واللاجئين والمهاجرين والمشردين من الدول العربية التي تتلمس وقوف شقيقاتها المانحة ودعم جهودها الإغاثية المستقبلية . وأشار السحيباني إلى أن هذا اللقاء يستهدف بشكل كبير تحويل العمل الإنساني والإغاثي من أساليب النجدة التي تتم سابقًا ثم تتلاشى أو تخف حدتها أو تنقطع قوتها ، إلى صناعة ومهارة تتجاوز العطايا والهبات المتقطعة وإلى التعاون الاستراتيجي بين الجهات المنفذة وفق مستويات من العمل الإنساني المتميزة بالشفافية والحوكمة القائمة على رصد الواقع بمصداقية عالية في مستواه الأول ، الذي ينعكس على صناعة هذا العمل الإنساني في مستوى أعلى مستقبلًا حيث تزداد الحاجة إليه مع تناسل وتزايد الكوارث والمآسي الإنسانية في محيطنا العربي ، الأمر الذي يجعل المستويات القادمة أصعب من ناحية الإجراءات التنموية لمناطق الصراع والكوارث . وأكد أن المستويات المختلفة للأزمة الإنسانية العربية تجعلنا نفكر فعلًا في تحويل هذا العمل عربيًا لصناعة تضمن الاستمرارية وتتجاوز التحديات وتقدم الخدمة المستمرة المتكاملة وفق رؤى مؤسسية تشترك فيها الجمعيات الوطنية العربية بالتأهيل والتدريب المتقدم كما تشاركهم المراكز الإغاثية الكبرى للدول المانحة ، مشيرًا إلى أن الأوضاع الإنسانية في عدد من الدول العربية المتأثرة بالأزمات الإنسانية من حيث الواقع الحالي واستشراف المستقبل ستكون محورًا أساسيًا لتلقي العديد من الاقتراحات التي تواكب المرحلة القادمة التي نستشرف الانتقال لمراحل أفضل من التنسيق الإغاثي . من جانبها ، شددت وزيرة الصحة التونسية سميرة مرعي على أهمية الدور الذي تقوم به هيئات الإغاثة الإنسانية العالمية وابرزها المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر خاصة في ظل ما تشهده العديد من دول العالم من احداث مأساوية نتيجة الحروب والاحداث الدموية التي هجرت وشردت الملايين ، مشيرة إلى أن الاوضاع الإنسانية في العديد من الدول ومنها العربية ازدادت تأزمًا نتيجة الكوارث الطبيعة وانتشار الجفاف والمجاعة ، الأمر الذي يستوجب جهودًا إغاثية جبارة . ودعت الهيئات الوطنية للهلال والصليب الأحمر إلى التكاتف فيما ببينها وتنسيق الجهود من أجل تقديم عمل إنساني إغاثي ناجع لفائدة المنكوبين والمحتاجين للغوث الإنساني . وتبحث الدورة على مدى يومين الأوضاع الإنسانية في عدد من الدول المتأثرة بالأزمات الإنسانية ودور الجمعيات الوطنية والهلال الأحمر والصليب الأحمر في الحد من ظاهرة الهجرة غير النظامية . كما يستعرض اللقاء أوضاع اللاجئين في الوطن العربي بالإضافة إلى تعزيز القانون الدولي الإنساني أثناء النزاعات المسلحة ، وبحث إنشاء شبكة للهلال الأحمر والصليب الأحمر في إطار منظمة التعاون الإسلامي ومناقشة الترشيحات العربية للمناصب الدستورية في الاتحاد الدولي . كما تشهد أعمال الدورة تبني ورش عمل الحوار الاستراتيجي بين المنظمة العربية ومكوناتها من جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر ، وكذلك ورشة عمل تعزيز التوأمة بين الجمعيات العربية ، وورشة الإعلام الإنساني التي تستهدف المنظمة من خلالها الارتقاء بالعمل الإعلامي وبناء القدرات الإعلامية في الجهات الإنسانية . كما تدرس الدورة عددًا من المقترحات والمواضيع المستقبلية .