تناولت مجلة الاقتصاد التي تصدرها غرفة الشرقية في عددها الأخير مشروع الطاقة الشمسية ودوره في دعم التطور الصناعي والتجاري في المملكة مما يجعلها في مصاف الدول المصدرة للطاقة الشمسية محلياً وعالمياً. وأكد عدد من الاقتصاديين والمراقين للمجلة أن مشروع الطاقة الشمسية يعد أحد أبرز عناوين المستقبل السعودي الزاخر بالخير، وأنه مثال حي ومتميز للمبادرات الاستراتيجية، ونموذج للاستفادة القصوى من الإمكانات الطبيعية واستغلالها الاستغلال الأمثل للثروات والمقومات المتوافرة، والدفع بها نحو التنمية، بما يعود بالنفع على أجيال المستقبل. وأشاروا بأن مشروع الطاقة الشمسية الجديد الذي ينطلق من "رؤية المملكة 2030" وتقدر تكلفتُه الإجمالية بنحو 200 مليار دولار، سيجعل المملكة أكبر مُنتج للطاقة الشمسية في العالم، ويحولها من مجرّد مستهلك لهذه الطاقة إلى أكبر المصدّرين لها عالميا، مؤكدين أن أهمية التحول هذا تعكسُها بجلاء إشارة أحد الباحثين السعوديين في هذا المجال. وأوضح صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أن المملكة تمتاز بمساحات شاسعة يمكن استثمارها لبناء محطات إنتاج طاقة شمسية ضخمة، مفيداً أن استخدام 7.5% من مساحة المملكة لمشروعات الطاقة الشمسية يكفي لسد احتياج العالم من الطاقة، وأن احتياجات المملكة من الطاقة حاليا تعادل 75 جيجا واط، وهنا سيمكن مشروع خطة الطاقة الشمسية 2030 المملكة من تصدير الفائض منها عبر الشبكات الكهربائية المترابطة، وتعد بذلك طاقة بديلة لطاقة النفط في المملكة. وأفاد أن خطة الطاقة الشمسية لها العديد من الجوانب الإيجابية أقلها تخفيض تكلفة إنتاج الطاقة الشمسية للإسهام في استخدامات تحلية المياه المالحة لأغراض الزراعة، كما ستعمل هذه الخطوة على سد احتياج المملكة من الطاقة في الزراعة الذي يقدر بنحو 20 جيجا واط، مبينًا أن من المقومات الأساسية التي تتمتع بها المملكة، الكميات الهائلة من الرمال الغنية بمادة السليكا التي يمكن تحويلها إلى سيليكون عالي النقاوة، وهي المادة الأساسية في إنتاج الخلايا الشمسية، والتكامل مع مجال التعدين، باستخدام مخلفات الفوسفات في المناجم، لإنتاج كيلو مترات أخرى من مادة السيليكون. وبين سموه أن المملكة عملت على تطوير خلايا شمسية عالية الكفاءة باستخدام تقنيات متعددة وتوطين صناعة الألواح الشمسية، والعواكس، والمتابعات الشمسية، ومعامل اختبار موثوقية الألواح الشمسية، كما تعمل على تطوير تقنيات تخزين الطاقة وتخفيض تكلفتها لدعم المنظومة الصناعية للطاقة الشمسية في المملكة.