نوّه رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، بجهود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في توقيع مذكرة التفاهم لإنشاء خطة الطاقة الشمسية 2030، كخطوة أولى نحو إنتاج 200 جيجاوات عام 2030، مبيناً أنها تأتي في إطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بتنمية الوطن، والاستفادة من ثرواته الطبيعية بما يعود خيرها لصالح أبناء وبنات الوطن. وقال في حديث ل«واس» أمس، إن حاجة المملكة العربية السعودية من الطاقة حالياً تعادل 75 جيجاوات، ومشروع خطة الطاقة الشمسية 2030 سيمكن المملكة بإذن الله من تصدير الفائض منها عبر الشبكات الكهربائية المترابطة، وتعد بذلك طاقة بديلة لطاقة النفط في المملكة، موضحاً أن المملكة حباها الله تعالى بمساحات شاسعة، يمكن استثمارها لبناء محطات إنتاج طاقة شمسية ضخمة، واستخدام 7.5 في المئة من مساحة المملكة لمشاريع الطاقة الشمسية يكفي لسد حاجة العالم من الطاقة. وأضاف أن خطة الطاقة الشمسية 2030 لها العديد من الجوانب الإيجابية، أجلّها خفض كلفة إنتاج الطاقة الشمسية للإسهام في استخدامات تحلية المياه المالحة لأغراض الزراعة، وستعمل هذه الخطوة بعون الله تعالى على سد حاجة المملكة من الطاقة في الزراعة، التي يقدر بنحو 20 جيجاوات. ولفت إلى أن من المقومات الأساسية التي تتمتع بها المملكة، الكميات الهائلة من الرمال الغنية بمادة السليكا، التي يمكن تحويلها إلى سيليكون عالي النقاوة، وهو المادة الأساسية في إنتاج الخلايا الشمسية، والتكامل مع مجال التعدين، وذلك باستخدام مخلفات الفوسفات في المناجم، لإنتاج كميات أخرى من مادة السليكون. وتابع قائلاً: «تبذل المراكز البحثية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعات المملكة جهوداً بحثية مميزة في توطين وتطوير العديد من التقنيات لتغطية سلسلة القيمة لصناعة الطاقة الشمسية، ابتداءً من تطوير الخلايا والألواح الشمسية، وانتهاءً ببناء المحطات الشمسية، علاوة على ما تملكه من قدرات وخبرات علمية وطنية، وبنية تحتية متقدمة تعزز من وصولها إلى الريادة في مجال صناعة الطاقة الشمسية». وبيّن أن المملكة العربية السعودية عملت على تطوير خلايا شمسية عالية الكفاءة باستخدام تقنيات متعددة، وتوطين صناعة الألواح الشمسية، والعواكس، والمتابعات الشمسية، ومعامل اختبار موثوقية الألواح الشمسية، كما تعمل على تطوير تقنيات تخزين الطاقة وخفض كلفتها لدعم المنظومة الصناعية للطاقة الشمسية في المملكة. وعن تعرّض المملكة لكميات من الأتربة على مدار العام، قال الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، إن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تبنت اختراعاً علمياً لطلاء طارد للأتربة في المملكة، وجرى اختباره في الرياض والأحساء والقصيم والخفجي وينبع ومكة المكرمة، لمدة تزيد على سنتين، وثبتت متانته في المحافظة على جودة الخلايا الشمسية وعدم تأثرها بالأتربة، فهو يتناسب الطلاء مع أجواء المملكة المختلفة. وأضاف: «يمكن استخدام الطلاء كطبقة رقيقة شفافة على أسطح الخلايا الشمسية، إذ تتكوّن مادة الدهان الطاردة للغبار المستخدمة في هذا المنتج أساساً من أكاسيد السليكون ذات الحجم النانوي (5-20 نانومتر)». واستشهد الأمير الدكتور تركي بن سعود في ذلك المجال بجهود معهد بحوث المياه والطاقة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، لافتاً إلى أن المعهد يجري العديد من البحوث للتوصل إلى حلول تقنية مبتكرة لإنتاج الطاقة الشمسية بكفاءة اقتصادية عالية، واستغلال مصادر الطاقة مع حماية البيئة من نتائج استخدامها، وإيجاد مصادر بديلة للطاقة عن طريق تطوير تقنيات تخزين الطاقة المتجددة. وأفاد بأن المعهد يقدم حلول توفير الطاقة للمناطق النائية، ويعمل على تحسين تقنيات الطاقة لتلائم الظروف البيئية القاسية في المملكة، علاوة على إجراء العديد من البحوث في مجالات الاحتراق والمحركات، وتطبيقات البلازما، وخلايا الوقود والبطاريات، وتقنية السيارات.