أكدت جامعة الدول العربية أن قضية اللاجئين في المنطقة العربية تعد الأطول عهدًا في العالم، حيث بدأت بالتهجير العربي الفلسطيني من الأراضي المحتلة وتفاقمت خلال السنوات الأخيرة في أنحاء مختلفة بالوطن العربي، لافتة إلى أن المنطقة تعد المُصدِر وكذلك المستضيف الأول للاجئين، حيث تقع فيها ثلث النزاعات التي أسفرت عن النزوح واللجوء على مستوى العالم. وقال الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية السفير بدر الدين علالي، في كلمته اليوم خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الاجتماع العالمي الخامس لرؤساء وأمانات العمليات التشاورية الإقليمية بشأن الهجرة، بمقر الجامعة العربية، إن قضية اللاجئين من المنطقة العربية تفرض نفسها بقوة على الساحة الدولية حاليًا، مؤكدًا أن الموجات المتلاحقة والمتزايدة من الهجرة المختلطة من المنطقة العربية تقع على رأس التحديات التي تواجه الهجرة حاليًا، حيث أنها تؤثر على المنطقة العربية وعلى المناطق المحيطة بها كذلك. وشدد "العلالي" على أن الوضع الإنساني في سوريا يمثل تحديًا كبيرًا، حيث تخطى عدد اللاجئين السوريين بالمنطقة العربية 4 ملايين لاجئ من بينهم نحو مليون طفل، بينما يقدر عدد النازحين داخليًا والذين يحتاجون للمساعدة الإنسانية ب 7.6 مليون نازح. وأشار العلالى إلى أن الأزمة الإنسانية في ليبيا أدت إلى تزايد أعداد اللاجئين الليبيين بالإضافة إلى مغادرة وترحيل العمالة المهاجرة العربية والإفريقية والشرق آسيوية من الأراضي الليبية، حيث بلغ عدد النازحين في ليبيا حتى مايو 2015 نحو 440 ألف شخص، منهم 54 ألف شخص وصلوا إلى إيطاليا عن طريق البحر منذ مطلع العام وحتى يونيو 2015. ولفت العلالي إلى أن تدهور الوضع الأمني في العراق أدى إلى موجات جديدة من النزوح الداخلي، حيث نزح وفقا للتقديرات الحكومية، حوالي 1.8 مليون شخص، وقد توجه أغلبهم إلى إقليم كردستان العراق الذي يستضيف أيضًا أكثر من 95% من اللاجئين السوريين بالعراق. من جانبها أكدت مدير إدارة السياسات السكانية والمغتربين والهجرة بالجامعة العربية إيناس الفرجاني، أن الهجرة بأشكالها المختلفة تلعب دورًا كبيرًا في المنطقة العربية، مبينة أنه في عام 2013 استضافت المنطقة العربية أكثر من 30 مليون مهاجر، كما بلغ عدد المهاجرين من البلدان العربية نحو 22 مليون مهاجر، كما أصبحت العديد من البلدان العربية نقاط مهمة للعبور على طرق الهجرة غير النظامية التي يسلكها المهاجرون. وأكدت أن الجامعة العربية تسعى إلى إيجاد حلول للتحديات التي تواجهها المنطقة في مجال الهجرة من خلال إيجاد آليات للتنسيق سواء مع دولها الأعضاء او مع المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في المنطقة في مجال الهجرة.