بدأت، أمس، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة أعمال الدورة التاسعة لمجلس وزراء الكهرباء العرب برئاسة رئيس الهيئة العامة للكهرباء والماء بسلطنة عمان محمد بن عبدالله المحروقي وذلك لمتابعة نتائج وقرارات القمم التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي أقيمت بالكويت 2009 وشرم الشيخ 2011 والإعداد للدورة الثالثة للقمة القادمة بالرياض 2013. ورأس وفد المملكة إلى أعمال الاجتماع وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء الدكتور صالح بن حسين العواجي. وأكد رئيس الهيئة العامة للكهرباء والماء بسلطنة عمان محمد بن عبدالله المحروقي في كلمته خلال الاجتماع أهمية تضافر الجهود العربية من أجل تفعيل مشروع الربط الكهربائي العربي وتذليل كافة الصعوبات التي تواجهه نظرا لجدواه الاقتصادية وانعكاساتها الإيجابية على التنمية العربية المستدامة. وقال إن هذا الاجتماع يأتي بعد سلسلة من الاجتماعات السابقة التي أنجزت فيها العديد من المشاريع الحيوية في قطاع الكهرباء أهمها البدء في إجراءات دراسة الربط الكهربائي العربي ودعم صناعة المعدات الكهربائية لإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء في الدول العربية والاستراتيجية العربية لتطوير استخدامات الطاقة المتجددة وضع دليل إمكانات الدول العربية في مجالات الطاقة المتجددة ورفع كفاءة إنتاج واستهلاك الطاقة. ولفت إلى أنه تم خلال العام الجاري ربط شبكة السلطنة بالشبكة الكهربائية للإمارات وذلك في إطار الربط الثنائي بين الدولتين، كما أنها تقوم حاليا مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي بالمضي قدما في استكمال مراحل الربط الكهربائي الخليجي، حيث أنهت دول التعاون الخليجي المرحلتين الأولى والثانية في الربط بين دول المجلس وذلك من الكويت وحتى الإمارات ويجري استكمال إجراءات الربط بين السلطنة وباقي دول المجلس والذي من المتوقع الانتهاء منه قريبا. من جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أن الدورة الجديدة للمجلس الوزاري العربي للكهرباء تنعقد في ظروف استثنائية بعدما شهدته بعض الدول العربية من حراك شعبي وجماهيري أدى إلى تحولات مهمة وتاريخية معربا عن أمله أن ينعكس كل ذلك بشكل إيجابي على العمل العربي المشترك ليتمكن من مواكبة التغيير والإصلاح السياسي ولتتمتع دول المنطقة بثرواتها العظيمة من الشباب العربي. وأوضح أن جدول الأعمال يتضمن العديد من البنود التي تعنى بالارتقاء بقطاع الكهرباء في المنطقة العربية والعمل بشكل مباشر لتحسين الظروف المعيشية للمواطن العربي من المحيط إلى الخليج، مشيرا إلى أن الربط الكهربائي أحد أهم هذه الإنجازات التي يجب استكمالها والمحافظة عليها. وأشار إلى أن احتياجات المنطقة العربية للتنمية والطلب المتزايد على الطاقة أظهرت الحاجة إلى تنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية وأهمية استخدام مصادر أخرى غير تقليدية كالطاقة المتجددة والطاقة النووية لتأمين الكهرباء واستدامة إمدادها للمستهلك العربي. وقال إنه تم الانتهاء من إعداد الاستراتيجية العربية لتنمية استخدامات الطاقة المتجددة للفترة من 2010/2030 مؤكدا أن هذه الاستراتيجية هي أول عمل عربي مشترك يتم توجيهه للطاقة المتجددة. وبدوره استعرض وزير الكهرباء والطاقة المصري الدكتور حسن يونس الإنجازات التي قام بها المكتب التنفيذي للمجلس الوزاري خاصة ما يتعلق بالربط الكهربائي ومستجداته، حيث تم التوصل إلى تجزئة /دراسة الربط الكهربائي العربي الشامل وتقييم استغلال الغاز الطبيعي لتصدير الكهرباء إلى ثلاثة أجزاء، مشيدا بدور الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بتمويل تنفيذ الجزأين الأول والثاني كمنحة لهذه الدراسة الخاصة بنظم مجموعات الربط الكهربائي في الدول العربية وجدوى تجارة الكهرباء والغاز بين الدول العربية وإمكانيات التبادل مع الأسواق الأخرى. وأكد أهمية دعم صناعة المعدات الكهربائية في الدول العربية. كما شدد على أهمية تنمية الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في مجال الكهرباء والتعاون العربي في مجال الاستعداد لبناء محطات توليد الكهرباء من الطاقة النووية وتبادل المعلومات بين الدول العربية التي تسعى إلى إدخال الخيار النووي ضمن استراتيجيتها لتنويع مصادر الطاقة لتوليد الكهرباء. من جهته أكد وزير الكهرباء العراقي كريم عفتان رئيس الدورة الماضية للمجلس أهمية العمل من أجل تحقيق أمن الطاقة في المنطقة العربية باعتباره لا يقل أهمية عن الأمن الغذائي والاقتصادي وتذليل كافة العقبات أمام مشروع الربط الكهربائي العربي.