يجمع من يتابعها على أنها تملك إطلالة فنية مختلفة، حيث تعد الفنانة الأكثر تميزا على مستوى الأغنية الشعبية، إضافة لعطائها الفني الصخب على المستوى الغنائي الحديث.. إنها الفنانة الإماراتية أريام التي يتفق المهتمون بالشأن الغنائي على أنها مدهشة جماهيريا ودائما ما تسجل حفلاتها الغنائية نجاحا جماهيريا. أريام معروفة بشخصيتها الهادئة والخجولة، حاورناها للحديث عن تميزها الفني بألبوم فيتامين الغرام، وحاولنا أن نستفزها ولكن يبدو أن البيت الشعري «واثق الخطوة يمشي ملكا» ينطبق عليها.. فإلى تفاصيل الحوار: ألا تتفقين معي على أنك عاما تلو آخر تتراجعين للخلف بعد أن كنت في المقدمة؟ بالعكس، أنا كما أنا وربما للأفضل بفضل التشجيع العائلي والجماهيري ممن ينتظرون مني الأفضل، فهناك مؤيدون للتغيير وهناك معارضون، وأنا أنتمي للون الذي ظهرت من خلاله للجمهور والذي أحبه الناس، ولكن في المقابل يتوجب أن أواكب كل جديد في مجال الفن من حيث الألحان والتوزيع والكلمات مع الاحتفاظ بهويتي التي عرفني الناس من خلالها، ومن المؤكد أنني سأجد من هم يؤيدون ذلك ومنهم من سيرفضه، وفي النهاية أنا أسعى لإرضاء الجميع، ولا تنس أن مسؤولية الإنتاج والتسويق وكل شيء أصبح الفنان وحده هو الذي يتحمله؛ حيث لا توجد الآن شركات إنتاج تساعد الفنان أو تحمل عن كاهله بعض المسؤوليات الخاصة بالألبوم؛ فقد أصبحنا منتجين ومسوقين وربما موزعين وما إلى ذلك مما يفترض أن تتحمله شركة الإنتاج، فأنا أحاول قصارى جهدي أن أكون مع الناس في قلوبهم وبيوتهم وأذهانهم، فأنا أحب الناس وأحب أن أكون متواجدة في حياتهم من خلال ما أقدمه. إذا ما الذي يجعلك لا تتعاقدين مع شركة إنتاج لإنتاج وتسويق ألبوماتك دون أن تشغلي نفسك بها؟ للأسف، هناك بعض الشركات تحتكر الفنان لسنوات طويلة جدا وهو ما لا يتناسب معي أنا شخصيا، فأنا أحب التعامل بحرية وأحب اختيار أعمالي في بيئة فنية صالحة، وأعتقد أن الاحتكار لا يناسبني أبدا، إضافة إلى أن مثل هذه الفترات الطويلة تكون عادة غير مضمونة، وقد تهمل الشركة الفنان وخاصة إذا كان لديهم أكثر من فنان فلا تنس أن هناك محسوبيات ووسائط وغيره، اذا بإمكانك أن تستنتج من حديثي أن عقود احتكار شركات الإنتاج ليست في صالح الفنان أحيانا ولذلك فأنا ضد الاحتكار. ولكن إنتاج الفنان لألبومه وتسويقه يكلفه ماديا مثلما حدث معك في ألبومك فيتامين الغرام؟ غير صحيح، لم تسهم المادة في تأخر ألبومي بأي شكل من الأشكال والحمد لله. إذا.. ما المشكلة في تأخير ألبومك ثلاث سنوات؟ كانت المشكلة الأساسية هي البحث عن شركة لتوزيع ألبومي بشكل يرضيني ويرضي جمهوري الذي طال انتظاره لهذا العمل، حتى وقع الاختيار على شركة بلاتينيوم ريكوردز والتي وزعت الألبوم، كما أني تحملت تكاليف الإنتاج شخصيا قمت أيضا بتحمل تكاليف الإعلانات الخاصة بالألبوم شخصيا وتم صدوره والحمد لله. أرى أن غياب ثلاث سنوات كثيرة جدا على نجمة معروفة من أجل إصدار ألبوم؟ لا، ليست بكثيرة، حيث التجهيز لعمل مثل ألبوم يضم هذا العدد من الأغنيات يحتاج لوقت كبير، ولكن أنا لم أغب لهذه الدرجة فقد كنت متواجدة من خلال أغاني السنقل والتي قدمت من خلالها «قتيل الهوى وخليتني بروحي وتخاصم» وغيرها وجميعها كانت خلال الثلاث سنوات وهي الفترة التي كنت أحاول فيها التوفيق ما بين دراستي وتجهيزي لألبومي وحفلاتي وانشغالاتي وهكذا، ولكن عموما ألبومي ما بين أحبائي وجمهوري، وأتمنى أن يكون الانتظار أثمر بما يرضي الجمهور الحبيب والسموحة لو تأخرت عليهم. يبدو أنك عانيت كثيرا مع هذا الألبوم ولاسيما أن تحضيره تزامن مع ضغوط دراسية بسبب استكمالك لدراستك؟ ليس لدي أي ضغوط دراسية فأنا من عائلة متعلمة وفنية ولله الحمد الكل يشجع الآخر ويعمل بإخلاص. والدراسة بالنسبة لي هي نهر أنهل منه وأثقف نفسي عن طريقها، حيث إنني الآن سفيرة أبو ظبي للسياحة وقاربت على التخرج من الماجستير في تخصص الإعلام.. فأنا لا أعتبر الدراسة ضغطا أبدا لأنني أحبها. سبق أن انتقدت ترويج شركة الأوتار الذهبية لألبوم «لا واحسايف» إبان تعاقدك معها.. يا ترى ما رأيك في دعاية ألبومك فيتامين الغرام؟ لم أكن راضية 100 % عن دعاية فيتامين الغرام فقد وضعت له دعاية خاصة وعلى نفقتي الخاصة فوق ما وضعت «بلاتينيوم ريكوردز»، وأرى أنهم ما قصروا ويعطيهم ألف عافية. ألا تعتقدين أن تسويق الألبوم وترويجه كان ضعيفا؟ لا أعتقد فربما هذا رأيك الشخصي وليس رأي العامة. ولكني أعتقد أن مبيعات الألبوم تأثرت بسبب ضعف دعايته؟ الحكم في ذلك هو الجمهور، فالألبوم لا تشوبه شائبة سواء ترويجه أو مبيعاته أو انتشاره، وليس ذنبي لو كنت غير متابع لهذا. إذا كيف وجدت مبيعات الألبوم والعائد المادي؟ أنا أهتم بحب الناس، وقرب الأغاني من قلوبهم ولا أهتم إن كانت المبيعات زادت أو نقصت فأنا أهتم بالجمهور وبما أقدم ولا أهتم بالعائد المادي، فعندما أغني فأنا أسافر لعالم آخر هو قلوب وأذهان من يسمعني ويكفيني أنني أصل لقلوبهم دون استئذان. ارتبط اسم أريام بالأغنية الشعبية.. ما السر وراء ذلك؟ هذا اللون الذي تميزت به وعرفني وأحبني الناس فيه، وكما قلت سابقا يتوجب أن أواكب التغيير مع الاحتفاظ بهويتي التي تعرف علي الناس من خلالها وأحبوني فيها وهو اللون الذي أعتز به وقدمني به والدنا المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، وكان له الفضل فيما أنا عليه الآن بعد الله سبحانه وتعالى. الملاحظ أنك في الحفلات تغنين أغاني شعبية لفنانين سابقين؟ لأن جمهور الأغنية الشعبية لا يزال متواجدا، كما أنني أركز على جيلي من الشباب فنحن لم نكن في ذلك الزمن الجميل فلماذا لا أغني القديم وأعرف نفسي وجيلي بما كان يغنى من كبار الفنانين وبعض أغاني التراث، فهذا شيء فيه تقدير لهم ولأعمالهم وتعريف للأجيال بتراثنا وفننا. ولكن من جانب آخر يقال إنك فشلت في تقديم أغان باللهجة المصرية؟ لم تكن سوى تجربة واحدة للغناء باللهجة المصرية، ولكني أتقن الغناء بلهجات مختلفة كالمصرية والمغربية واللبنانية أيضا، ولكن كل هذا في خطط مستقبلية وكل شيء في وقته حلو. معروفة أريام بالتزامها وحشمتها في الظهور الفني.. هناك مغنيات خليجيات أكدن أن هذه العادات تحد من انتشارهن الفني لذا يتجاوزنها؟ يحد أو لا يحد هذا لا يهمني فأنا عندي مبادئ في حياتي وعاداتي وتقاليد مجتمعي، ولا يهمني ما يقال ولا غيره، هذا أنا وسأظل كما أنا أريام كما عرفها الجميع. صوتك حين تقدمين شلة من دون موسيقى يكشف صفاء خامتك الصوتية وجمالها.. هل فكرت في طرح ألبوم من شيلات صوتية؟ أنا لا أقدم الشلة ولكنها مقاطع من الأغاني الخاصة بي أو لمقاطع لفنانين حسب طلبات الجمهور، ولكن من دون موسيقى، وفي رأيي الشخصي أن الشلة للرجال ولا تناسب الفتاة. لديك عروض لخوض غمار التمثيل ما الجديد في ذلك؟ أرى أن التفكير في مثل هذه التجارب يحتاج إلى تأن ورزانة فالفنان يجب أن يكون فنانا في كل شيء حتى في تفكيره لذلك حتى أقرر أن أخوض تجربة التمثيل والتي عرضت علي أكثر من مرة مع كبار النجوم، ولكن يتعين علي أن أفكر مليا حتى أستقر على دور مميز وشخصية مميزة تظهرني في قالب مميز ولا تقدمني بشكل غير مناسب للناس. يطلق عليك لقب فنانة الخليج.. فنانة العرب.. هل تحرجك هذه الألقاب مع زميلاتك الكبار؟ لا حرج أبدا، فالألقاب لا تزيد ولا تنقص من حب الجمهور للفنان، وأفضل أن أكون أريام بسيطة دون ألقاب أو تكاليف ورسميات. ارتبط اسمك في ألبوماتك الأخيرة مع الأمير الشاعر خالد بن سعود.. كيف تجدين التعامل معه؟ الشاعر الأمير خالد بن سعود الكبير من الناس الذين أعتز بالتعامل معهم، وأتشرف كذلك بالتعاون معهم، وله كل الشكر والتقدير والاحترام طبعا، والأغاني التي تعاونت معه فيها كان لها أصداء بهيجة وناجحة والحمد لله بكل المقاييس. لو حددت لك ثلاثة أسماء: محمد عبده، خالد عبدالرحمن، راشد الماجد، أيهم ستختار أريام لعمل دويتو معه؟ جميعهم، وأضف إلى ذلك حسين الجسمي وعبدالمجيد عبدالله. تعاونت مع الفنان خالد عبدالرحمن كشاعر وملحن كيف وجدت التعاون معه؟ أتشرف بالتعاون مع هذا الإنسان فقد أحببته كإنسان قبل أن أحبه كفنان، وتعاوني معه كان من أفضل ما قدمت. اسمحي لنا بالحديث عن خصوصياتك وعلاقتك كعلاقة ب شقيقتك رانيا ومواقفكما؟ رانيا هي ساعدي الأول باختياراتها وتفكيرها، وأثق برأيها رغم أنها تشغل مهنة طبيبة ولديها حضورها الفني، وبالمناسبة هي تملك صوتا قويا جدا، ولكن انشغالاتها كما قلت لك مسبقا تحول بينها وبين المجال الفني، ولكن أثق بأنها لو تواجدت بكثافة واهتمام في الساحة الفنية لكان لها حضور مؤثر، وبالنسبة للمواقف كثيرة ولكن أحيان أكون بحفلة وعيني عليها ويتصيد لنا الإعلام الكثير من الحركات والصور ونكون أنا وهي في حوار العيون. عند المشاهير ينتابنا فضول لمعرفة خصوصياتهم كالزواج.. يا ترى لماذا تؤجل أريام فكرة الزواج وكم تلقيت طلبا للارتباط بك؟ أنا لم أؤجل فكرة الزواج ولكني كما قلت أفكر مليا في أمور مصيرية قد تغير مسار حياتي، والزواج قرار مصيري إلى الآن لم يأت الشخص المناسب لي، وهذا قسمة ونصيب، وعندما يحين النصيب كل الدنيا ستعرف، ولكن كل شيء في وقته حلو. ومن سأرتبط به سيكون شخصا، بإذن الله، يتفهم طبيعة عملي وفني، ولا أخفيك أنني تلقيت طلبات الزواج من العديد والكثير من الأشخاص ومنها ما كان على الهواء مباشرة، ولكن مازلت أقول كل شيء قسمة ونصيب، وربي يقدم الخير للجميع. ما الجديد الذي تحضرينه؟ جديدي مع بداية العام المقبل إن شاء الله أنه سأكون ضمن لجنة تحكيم برنامج «نجم الإمارات» على شبكة قنوات نجوم. ماذا تقولين لجمهورك؟ أعتذر لهم وأتمنى أن يكون ألبومي حاز رضاهم، وأشكر صحيفتكم الجميلة على هذا الحوار الجميل، وأتمنى أن أكون دائما عند حسن الظن، وأقول لجمهوري عامة وخاصة بالسعودية.. أحبكم .