أثبتت المنطقة المحيطة بطريقة بورصة «وول ستريت» في نيويورك، حضور كثير من المتناقضات بشأن ما تشير إليه الجهات الأمنية في عاصمة المال بشأن التعامل «الحر» مع المتظاهرين هناك. وتحقق التناقض من خلال القبض على أكثر من 100 شخص أمس، خلال التظاهرة التي نظمتها حركة «احتلوا وول ستريت» بمناسبة مرور شهرين على انطلاقها، كما صرح متحدث باسم شرطة المدينة، وبعد أن منعتهم الشرطة من إغلاق طريق البورصة كما كانوا يريدون، اتجه المتظاهرون الذين بلغ عددهم نحو الآلاف إلى الشوارع المجاورة، التي سدوها لمنع الموظفين العاملين في مؤسسات حي المال من الوصول إلى مكاتبهم وهم يصرخون «وول ستريت مغلقة»، وعلى الأثر أثارت هذه الحواجز البشرية مشاجرات بين المتظاهرين والمارة ثم بين المتظاهرين ورجال الشرطة. وكان متظاهرون في تلك الحركة، دعوا أمس إلى احتجاجات سلمية في مختلف أنحاء أمريكا، لإحياء ذكرى اليوم الذي بدأت فيه الحركة قبل شهرين في متنزه زوكوتي في مانهاتن. وتتظاهر حركة «احتلوا وول ستريت» احتجاجا على الجشع والفساد في الشركات الأمريكية الغنية، لكن جرى إجلاء المئات من المحتجين من المتنزه الثلاثاء الماضي، بعد التخييم هناك منذ بدء حملتهم في 17 سبتمبر الماضي. واتخذت سلطات نيويورك، المحبطة من رجوع المتظاهرين، قرارا في الساعات المبكرة من الثلاثاء الماضي بإجلاء المخيمين، قائلة إنه من الضروري الحيلولة دون انتشار الأمراض وإزالة أسباب المعيشة غير الصحية. ودعت حملة «احتلوا وول ستريت» إلى احتجاجات في كل مدينة نيويورك أمس، تشمل احتلال محطات مترو الأنفاق و«وول ستريت» نفسها. وفي الشهرين الماضيين، انتشرت الحركة إلى العشرات من المدن الأمريكية وإلى العديد من دول العالم. ويقع متنزه زوكوتي بارك، الذي تملكه إحدى شركات وول ستريت الخاصة، على مسافة قريبة من بورصة نيويورك ومبان مالية أخرى ويجاور مركز التجارة العالمي.