نيويورك، لندن- رويترز - أمل محتجو حركة «احتلال وول ستريت» أن تنتعش حركتهم من جديد امس، خلال مسيرة إلى «بورصة نيويورك»، لإظهار أن معركتهم مع عدم تكافؤ الفرص الاقتصادية ما زالت تنبض، على رغم فضّ اعتصامهم في متنزه مجاور. وبلغ عدد المشاركين في تجمعات هذه الحركة المستمرة منذ شهرين مئات في نيويورك، لكن محتجين ومسؤولين في المدينة يتوقعون تدفّق الآلاف الى منطقة «وول ستريت»، لمحاولة منع العاملين من الوصول إلى مكاتبهم في المنطقة المالية. وكان يوم امس اختباراً لاحتمال ان تكون حركة «احتلوا وول ستريت» والحركات المماثلة التي استلهمت فكرها، ستنحسر أم تتصاعد بعد أن فضّت الشرطة اعتصاماً لمئات المحتجين في متنزه «زوكوتي» في مانهاتن الثلثاء. وقال الناطق باسم الحركة إد نيدام اول من أمس : «هذه الحركة لا تتعلق حقاً بالاعتصامات بقدر ما تتعلق بفكر معيّن، وستكون هناك أيضاً تظاهرات في 100 دولة في أنحاء العالم غداً». بلدية نيويورك وتعتزم حركة «احتلوا وول ستريت» إغلاق حيّ المال قلب الرأسمالية الأميركية، الذي توجد فيه «بورصة نيويورك»، لبدء يوم من الاحتجاجات، لكن الحركة أقرت بأن الإجراءات الأمنية المشدّدة قد تمنع المحتجين من الاقتراب من البورصة. وصرح نائب رئيس بلدية نيويورك هاوارد وولفسون، أن السلطات تتأهب لتدفق عشرات الآلاف من المحتجين، وتهدف إلى تحقيق توازن بين السلامة العامة والحق في حرية التعبير والتجمهر. ويؤكد المحتجون انهم مستاؤون من أن خطط إنقاذ للبنوك تقدر ببلايين الدولارات خلال فترة الركود، أتاحت لها العودة لتجني أرباحاً هائلة، في حين أن المواطن الأميركي العادي ظل يعاني من ارتفاع معدل البطالة وأزمة اقتصادية، كما أنهم يعتقدون أن أكثر الناس ثراء في الولاياتالمتحدة، ونسبتهم واحد في المئة، لا يدفعون نصيبهم العادل من الضرائب. وفي سان فرانسيسكو، ألقت الشرطة القبض على 95 من متظاهري حركة «احتلوا وول ستريت» اول من أمس، بعد أن دخل محتجون فرعاًً ل «بنك اوف اميركا» في الحيّ المالي في المدينة ونصبوا خيمة أمامه. لندن وفي لندن، الصق مسؤولون إخطارات قانونية على خيام معتصمين مناهضين للرأسمالية في الحي المالي، وأمهلوهم 24 ساعة لإنهاء اعتصام هزّ كنيسة انكلترا، وأثار استياء كبار الساسة. وأمرتهم الإخطارات التي وضعت اول من أمس بمغادرة المنطقة الواقعة أمام كاتدرائية «سان بول» امس بحلول الساعة السادسة مساءً بتوقيت غرينتش، وإلا سيعرِّضون انفسهم للمساءلة القانونية امام المحكمة العليا. وأعلنت ادارة مدينة لندن التي تدير الحيّ المالي، أن مفاوضات تهدف إلى تحديد موعد لرحيل المعتصمين فَشلت، وأن الوقت حان لفضّ الاعتصام. وقال ناطق باسم الادارة: «سلمناهم إخطاراً قانونياً، فنحن نبلغهم ونمهلهم 24 ساعة لإزالة خيامهم عن الطريق». يذكر ان كاتدرائية «سان بول» هي واحدة من أشهر الوجهات السياحية في لندن. وكانت مقراً لزفاف الأميرة الراحلة ديانا والأمير تشارلز عام 1981، وجنازة رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل عام 1965. وانتقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاعتصام قائلاً: «الاحتجاج عملية تحصل وقوفاً على القدمين، لا نوماً».