تسابق روسيا الزمن لإنقاذ مركبة فضاء كانت متجهة إلى قمر كوكب المريخ وضلت طريقها في مدار الأرض؛ إذ لم يتبق سوى بضعة أيام قبل أن تنتهي فرصة إنقاذ أول مهمة تقوم بها بين الكواكب منذ 15 عاما لجلب عينة من تربة الكوكب الأحمر ليعود بها إلى الأرض في رحلة تستغرق 34 شهرا. وحتى الآن فشل الخبراء الروس في مركز المراقبة الأرضية في الاتصال بالمسبار غير المأهول البالغ تكلفته 163 مليون دولار مما لا يترك أملا يذكر في استكمال المهمة الطموحة التي كانت ستعيد تأكيد موقع روسيا في الصفوف الأمامية في مجال استكشاف الفضاء. وبعد أن انطلق المسبار «فوبوس-جرانت» في وقت مبكر، أمس الأول، من منصة إطلاق بايكونور الروسية في كازاخستان علق في مدار منخفض بدرجة تمثل خطورة مما سبب مشكلة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى سقوطه على كوكب الأرض. وسيمثل الفشل السريع في المهمة التي تستمر ثلاث سنوات للحصول على عينات من تربة القمر فوبوس قمر كوكب المريخ طعنة لكبرياء صناعة الفضاء الروسية تضاف إلى سلسلة من الانتكاسات المحرجة. وقال ألكسندر زخاروف العالم المسؤول عن المهمة وهو من معهد أبحاث الفضاء الروسي لرويترز «حتى الآن لم تنجح كل المحاولات للاتصال بالمركبة.. يجربون كل شيء بما في ذلك الوسائل البصرية لمحاولة تقييم الخلل لكن الوضع بالطبع لا يوحي بكثير من الأمل». ويقول خبراء إن المشاكل التي تظهر بعد الإطلاق مرتبطة بجهاز الحاسوب الموجود بالمسبار والذي فشل في وضعه على مساره نحو المريخ. وقال زخاروف وآخرون في هذا القطاع إن هناك احتمالا صغيرا بأن تتم إعادة برمجة الحاسوب اذا استطاع المراقبون تحقيق اتصال بالمسبار. لكن إذا كانت المشاكل مرتبطة بالمعدات فمن المرجح أن يفقد المسبار إلى الأبد.