حمل الحجاج الخليجيون عاداتهم وتقاليدهم وثقافاتهم إلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمتمثلة في إقامة الديوانيات في مساكن حملات الحج أو في مخيمات مشعر منى، حيث قاموا بنقل هذه العادة الخليجية الجميلة إلى أرض مكةالمكرمة من خلال اجتماعاتهم اليومية في هذه الديوانيات خلال أيام وليالي الحج. ولم تختف الأحاديث الاقتصادية وما تمر به المنطقة من ديوانيات الحجاج، والتطلع إلى ما بعد الربيع العربي في المنطقة وتدعيم السياحة البينية ورفع حج التبادل التجاري بين الدول العربية، وفق مناخات اقتصادية جديدة. يقول الحاج حسن علي من دولة قطر إن الديوانيات تعتبر سمة من سمات الخليجيين لعقد لقاءاتهم واجتماعاتهم اليومية بها لتبادل أطراف الحديث والتسامر بها مشيرا إلى أن الديوانية عبارة عن غرفة منفصلة عن المنزل لها باب خارجي يطل على الفناء وباب آخر على الخارج، ويتصدر مقاعدها صاحبها وروادها من يمين وشمال، ومنها ما يفتح أبوابه لرواده بعد صلاة الفجر إلى وقت الضحى، ومنها ما يكون مسائيا خلال الفترة بين صلاتي المغرب والعشاء، ومنها ما يكون بعد ذلك حتى مطلع الصباح مضيفا بالقول إن الأخبار ومجريات الأحداث وتصاعد الأزمات في العالم ورواية القصص والأحاجي القديمة هي حديث المجالس في ديوانيات الحج، لكن أمور الحج وفتاواه ونسكه وما ينبغي على الحاج القيام به هي السائدة بين أحاديثهم خلال لقاءاتهم في الديوانيات على أرض مكةالمكرمة في موسم الحج. ويضيف الحاج علي أن التطلع إلى انفتاح أكبر على الاقتصاديات العربية في المرحلة المقبلة ورفع حجم التبادل التجاري بين الدول العربية، الذي تأثر بالشكل السلبي خلال الأشهر الثمانية الماضية وعطل الكثير من المشاريع العربية المشتركة، حيث إن حجم التبادل التجاري بين الدول العربية انخفض إلى ما يقارب 45 % عن المعدلات السابقة، وأن الحراك الحالي، يؤكد ترتيب الأوراق مطلع العام المقبل للاستفادة من التجارب السابقة وفترة الركود في العالم العربي. ويبين الحاج محمد الزويدي من دولة الكويت أن الدواوين تعد ماركة مسجلة لدى الخليجيين، ويمكن وصفها بمنتدى سياسي وثقافي واجتماعي ورياضي، حيث تنفرد بكونها ملتقى دوريا يناقش فيه روادها آخر الأخبار والمواضيع، كما يتم فيها الكثير من النقاش في غالبية القضايا التي تواجه المجتمع ويقدم فيها أكثر من رأي، كما أصبح الجو العام للديوانية أقرب إلى أجواء النوادي الاجتماعية والمنتديات الثقافية والأدبية وصالونات السياسة. وتتميز بعض هذه الديوانيات العصرية والحديثة بأنها مزودة بتليفزيونات وأجهزة راديو والمحطات الفضائية وأجهزة الكمبيوتر والتليفونات، موضحا أنه تضم الديوانية الخليجية بشكل عام والكويتية على وجه الخصوص مجلسا رئيسا يسمى «ديوانا» وتطل بوابات هذا المجلس على الساحة الداخلية ويحتوي الديوان على فرش مريح للزوار، فتنتشر في أنحائه الوسائد التي تستخدم كمقاعد ومساند للأذرع ويفرش على الأرضية السجاد الفارسي المعقود والمغزول. من أبرز الأدوات التي تضمها الديوانية أدوات تحضير القهوة التي تعبق بعبير وطعم الهيل. ويتم تحضير القهوة على موقد مخصص لهذا الغرض في جانب بعيد من الديوان أو في غرفة صغيرة ملحقة به. تضم أدوات تحضير القهوة أباريق متدرجة الأحجام من النحاس ذات أغطية ومقابض طويلة معقوفة تسمى دلالا وتقدم القهوة في أكواب صغيرة من الخزف، ويقوم صاحب الديوانية بنفسه بتحضير القهوة للضيوف أو يعين عاملا مختصا للقيام بهذه المهمة ويحتوي كل «فريج» على ديوانية واحدة أو كل منطقة على بضع ديوانيات. وتوقع عضو الغرفة التجارية والصناعية بمكةالمكرمة محمد سعد القرشي أن ينفق الحجاج الخليجيون أكثر من عشرة ملايين ريال من أجل توفير ديوانيات لهم في مساكن الحجاج ومخيمات منى التي يقطنون بها، ويحدد حجاج الخليج من الكويت والإمارات والبحرين وقطر مواصفات معينة لهذه الديوانيات، سواء من حيث شكلها الداخلي أو ديكورها الخارجي، كما أنهم يشترطون أن تبنى لهم الديوانيات أمام العمائر التي يسكنون فيها، أو على سطوحها وتكون غالبا من خيام الشعر الراقية ومكيفة وبها تليفزيون ووسائل اتصال وعمال يقدمون القهوة والأكلات الشعبية حسب مذاق ونوعيات الحجاج .