استأنف مؤتمر مكةالمكرمة ال12، الذي تعقده رابطة العالم الإسلامي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جلساته أمس في مقر الرابطة بمكةالمكرمة لمناقشة موضوع المؤتمر «الدعوة الإسلامية.. الحاضر والمستقبل». وعقدت الجلسة الثانية لمناقشة المحور الثاني من محاور المؤتمر وهو «حاضر الدعوة وتحدياتها» تناول المشاركون فيها ثلاثة بحوث هي إنجازات في مجال الدعوة للدكتور إبراهيم بوشة أحمد فضل الداعية الإسلامي في تنزانيا، وإشكالات الدعوة وتحدياتها للدكتور عبدالرحمن بن زيد الزنيدي أستاذ الثقافة الإسلامية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وواقع الدعوة الإسلامية من خلال الإعلام والاتصالات الحديثة للدكتور حسن بن صالح المناعي الأستاذ بالجامعة الزيتونية في تونس. وركز الباحثون خلال الجلسة على شرح حاضر الدعوة الإسلامية، والتحديات التي تواجهها، مؤكدين أن تيارات العولمة الثقافية التي تطمس الهوية الثقافية للأمم هي من التحديات الكبرى التي تواجه الأجيال الصاعدة من أبناء المسلمين. وأكدوا أهمية التعاون بين المنظمات والمراكز الإسلامية الرسمية والشعبية في العالم الإسلامي والبلدان التي تعيش فيها أقليات وجاليات مسلمة، والتنسيق فيما بينها بإصدار الكتيبات التي توضح حقيقة العولمة الثقافية التي يمكن أن تواجه بالمزيد من التثقيف وربط الأجيال بأسس الإسلام وبمبادئه وبتشريعه الصالح لكل زمان ومكان. وأوضحوا أن وحدة المنهج الدعوي القائم على وسطية الإسلام بات ضرورة ملحة لتحصين الشباب المسلم من الجنوح نحو الإفراط أو التفريط في الدين، وأثنوا على الدور الذي تقوم به رابطة العالم الإسلامي والمنظمات المتعاونة معها في هذا المجال. أما الجلسة الثالثة التي عقدها المؤتمر اليوم برئاسة وزير الأوقاف والإرشاد السابق في الجمهورية اليمنية القاضي حمود بن عبدالحميد الهتار فقد ناقش المشاركون فيها المحور الثالث للمؤتمر تحت عنوان «الدعوة الإسلامية رؤى وتطلعات» عبر ثلاثة بحوث هي مستقبل الدعوة الإسلامية، والدعوة الإسلامية ومتغيرات العصر للدكتور أحمد الهادي جاب الله مدير المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في فرنسا، والدعوة في مجتمع الأقليات للدكتور شكيب مخلوف رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا. وبين الباحثون لدى استعراض بحوثهم خلال الجلسة أن أعمال الدعوة لا تزال بحاجة إلى المزيد من التأصيل، بحيث يشمل ذلك البناء الإسلامي بناء الفرد وبناء الأسرة وبناء المجتمع إلى جانب تهيئة الدعاة وتأهيلهم، وإتقان فقه الدعوة وما يلزمه من ضوابط، والسير على نهج الأنبياء وخاتمهم محمد صلوات الله وسلامه عليه في وعظ الناس ودعوتهم، وذلك وفق نهج الحسنى الذي أمر الله سبحانه وتعالى به في كتابه «وقولوا للناس حسنا». وناقش الباحثون قضايا الاختلاف في المناهج والرؤى وحثوا على التنسيق بين العلماء ومراكز الدعوة ومؤسساتها، معربين عن تقديرهم لرابطة العالم الإسلامي لإنشائها الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين، وهيئة التنسيق العليا بين المنظمات الإسلامية، كما حثوا الدعاة على التواصل مع الرابطة ومؤسساتها وهيئاتها للتنسيق في مجال العمل الدعوي وبرامجه التي ترتكز على تأصيل يتناسب وظروف الدعوة في مجتمعات المسلمين وغيرهم. وأكد الباحثون أن شريعة الإسلام تشمل مبادئ إصلاح المجتمعات التي ترتكز على بناء الشخصية الإسلامية على أكمل الصفات وأعلاها؛ لأن الفرد المسلم هو اللبنة الأولى في البناء الإسلامي، وهذا يشمل جميع الأفراد، بحيث تكون هذه الصفات بمثابة أهداف يسعى المسلمون إلى تحقيقها. وبينوا أن شريعة الإسلام اهتمت بربط أفراد المجتمع بأحسن الروابط من أجل الوصول إلى أكمل درجات التعاون بواسطة تشريع العديد من الأحكام والأخلاق والقيم التي تشمل تواصل المجتمع المسلم من خلال صلة الأرحام والإحسان إلى الجار وإكرام الضيف ورعاية اليتيم والمسكين وغير ذلك من الأعمال التي تشمل الإحسان للآخرين. ونوهوا بالجهود التي تبذلها المبرات والمؤسسات الإسلامية الدعوية والخيرية في المملكة لإيجاد المجتمع الأمثل الذي أثبت أن الدعوة الإسلامية الرشيدة هي السبيل لإيجاد المجتمع الإسلامي الذي يقوم على التماسك والتعاون وتحقيق مقاصد الإسلام في حياة أفراده وفي العلاقة مع المجتمعات الأخرى .