يصدر مؤتمر مكةالمكرمة ال 12 «الدعوة الإسلامية.. الحاضر والمستقبل» اليوم، البيان الختامي بعد خمس جلسات تطرقت لعدة محاور درست واقع الدعوة الإسلامية وطرحت حلولا لمشاكلها. ومن المتوقع أن يطالب المشاركون في المؤتمر بإعداد استراتيجية دعوية وخاصة للأقليات المسلمة، والدعوة لاستخدام التقنية الحديثة في الأعمال الدعوية. وتشهد الجلسة الختامية لقراءة البيان الختامي ثلاث كلمات، للدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي (الجهة المنظمة)، ونائب رئيس لجنة الدعوة والبحوث لمجلس العلماء الإندونيسي المركزي الشيخ زين العارفين بسيوني، والمفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. وتسبق الجلسة الختامية الجلستان الرابعة والخامسة؛ الأولى تناقش موضوع «تطوير العمل الدعوي» ويرأسها عضو المجمع الفقهي في الرابطة الدكتور علي محي الدين القرة داغي، والثانية تدرس موضوع «التجديد والإصلاح في الدعوة»، ويرأسها وزير الأوقاف المصري الأسبق الدكتور محمد علي محجوب. جلسات الأمس وطالبت الجلسة الأولى من مؤتمر مكةالمكرمة ال 12 «الدعوة الإسلامية.. الحاضر والمستقبل» البارحة الأولى، بيوم عالمي للدعوة أطلقها رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في السويد شكيب مخلوف، شبيها بيومي الأم والبيئة والعمال وغيرهما، بحيث توضع أهداف محددة ل «يوم الدعوة»، تشمل مناشط عديدة، مشيرا إلى أن لديهم في السويد تصورا كاملا في هذا الجانب، وتجارب سابقة ناحجة. ولكن رئيس الجلسة الدكتور عبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام رد عليه: «من الظلم أن نحدد الدعوة في يوم واحد فقط، لأنها تكون مع المسلم في وجدانه، يدعو إلى الله في كل وقت وحين»، ومع ذلك طالب بدراسة المقترح من الشيخ شكيب مخلوف وخاصة للأقليات المسلمة. وخصصت الجلسة التي شارك فيها الدكتور محمد البيانوني والشيخ على الحلبي والدكتور على القرة داغي، لموضوع «أصول الدعوة الإسلامية وحقيقتها»، حيث أكد الباحثون المتحدثون ضرورة استخدام التقنيات الحديثة في الدعوة والاهتمام بالدعاة، بالتدريب، ووضع منهجية لهم لنشر الإسلام والدفاع عنه، وتعريفهم بفقه الاختلاف والائتلاف. ودارت مناقشات بين العلماء المشاركين في الجلسة، طرح فيها عدة قضايا، أبرزها: التكامل لا التآكل بين العلماء، حيث طالب الشيخ حسن آل سلمان الذي رفع ذلك الشعار وفق ضوابط معروفة لدى أهل العلم «نحن بحاجة إلى رص الصفوف من الداخل، فالدعوة سبيل موروث يورثه العلماء للطلاب، ففي التكامل بين الإفراد والعلماء تزداد الدعوة قوة إلى قوتها». ورسم المشاركون صورة منهجية دعوية للشباب، وخاصة المتحمس منهم بإعادتهم إلى المنهج القويم، فيشير الشيخ نور الدين الخادمي إلى ضرورة تفعيل الرابطة للأعمال البحثية والتدريبية والإعلامية، لترسيخ البعد المقاصدي للشباب المتحمس، داعيا العلماء توجيه رسائل عاجلة إلى هؤلاء الشباب المتحمس بإعادتهم إلى المنهج القويم. وركزت الجلستان الصباحية في المؤتمر أمس، على حاضر الدعوة الإسلامية وتحدياتها، والاختلاف في المناهج والرؤى، وألمح المشاركون إلى أن الدعوة مازالت في حاجة إلى مزيد من التأصيل، بحيث يشمل ذلك البناء الإسلامي، مثل: بناء الفرد والأسرة والمجتمع، وتهيئة الدعاة وتأهيلهم، وإتقان فقه الدعوة وما يلزمه من ضوابط، والسير على نهج الأنبياء وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم في وعظ الناس ودعوتهم، وفق نهج الحسنى الذي أمر الله به في كتابه (وقولوا للناس حسنا). وأوضحوا أن أكبر التحديات التي تواجه الدعوة والأجيال المقبلة من أبناء المسلمين هي تيارات العولمة الثقافية التي طمست الهوية الثقافية للأمم. وطالبوا بالتعاون بين المنظمات والمراكز الإسلامية الرسمية والشعبية في العالم الإسلامي والبلدان التي تعيش فيها أقليات وجاليات مسلمة، وربط الأجيال بأسس الإسلام ومبادئه وتشريعاته، مشيرين إلى أهمية المنهج الدعوي القائم على وسطية الإسلام، لتحصين الشباب المسلم من الجنوح، أو الإفراط والتفريط في الدين. ودعا المشاركون إلى التنسيق بين العلماء ومراكز الدعوة ومؤسساتها، والتواصل بين العلماء للارتقاء بالمستوى الدعوي.