دائما ما يسبق شهر رمضان المبارك بيان خاص من وزارة الداخلية تحذر فيه المقيمين من غير المسلمين من المجاهرة بالإفطار خلال نهار شهر رمضان؛ وذلك احتراما لحرمة الشهر الكريم واحتراما لمشاعر المواطنين والمقيمين من المسلمين، هذا البيان السنوي يهدد ويتوعد من يخالف هذا القانون بتطبيق أقسى العقوبات على من يخالفه، وهو من أكثر القوانين التي يلتزم بها غير المسلمين من المقيمين؛ وذلك نظرا إلى حساسيته الشديدة. الغريب أنني جلست قبل بضعة أيام بقرب فتاتين سعوديتين على متن طائرة في رحلة سفر داخلية قصيرة، لأفاجأ بهن يتبادلن الأحاديث وبيد كل واحدة علبة عصير كانتا تتجرعانها أثناء الرحلة؛ وذلك في الساعة العاشرة صباحا! حاولت أن أفترض أنهن أفطرن لعذر شرعي خاص بالنساء، أو احتمالية مرض «جماعي» أو حتى؛ لأننا كنا على سفر رغم أن مدة الرحلة لم تكن تتجاوز الساعة الواحدة، لكن المجاهرة بالإفطار علنا بتلك الصورة اللامبالية وفي طائرة مكتظة بالركاب المسلمين وغير المسلمين، لم يكن تصرفا مقبولا من مواطنتين تدركان جيدا عاقبة تصرف ذلك. تذكرت حينذاك بيان وزارة الداخلية الحاد اللهجة، الذي اعتدنا سماعه منذ أن كنا صغارا والذي ندرك بلا شك ما قد يترتب على مخالفة ما فيه. فكرت فيما يشعر به غير المسلمين من المقيمين وهم يرون بعض المسلمين من المواطنين يجاهرون بالإفطار دون أن يتجرأ أحد على مجادلتهم في ذلك، ودون أن يحترموا مشاعر أخوتهم من المسلمين الذين طالبت الداخلية غير المسلمين باحترام مشاعرهم؛ وذلك بعدم المجاهرة بالإفطار أو التدخين أمامهم! أخذت أفكر في لو كان أحد ركاب الطائرة من غير المسلمين هو من جاهر بالإفطار خلال الرحلة، ما الذي كان سيقع عليه، وهل من الممكن أن يمر إفطاره مرور الكرام؟!.. وإلا «حلال علينا حرام عليهم»!..