جذبت المساجد الطينية في بريدة، العديد من المصلين الشباب، الذين ارتادوها لأداء صلاة التراويح، ويستعدون لصلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان. وبرز الكثير من هذه المساجد القديمة، لتتحول إلى ملاذ نقي للمصلين لبرودتها وبساطتها وروحانيتها، حيث تم ترميم وإعادة بناء عدد من بيوت الله الطينية الواقعة في أحياء المدينة القديمة كالصباخ في الجنوب، والأرياف الغربية، ولاقى ذلك استحسان الكثير ممن يهربون من صخب المدينة وضوضائها إلى السكون وطمأنينة القلب، خصوصا أن بعض المساجد الطينية تكاد تخلو من مكبرات الصوت والآلات الحديثة فيأتي صوت الإمام عند القراءة كنفحات من الرحمن تخضب أطراف النخيل المحيطة بالمسجد. وتأتي الإضاءة الخافتة المعلقة بين أخشاب الأثل المصنوع منها سقف المسجد كألق في السماء، وبذلك ينعزل المصلون عن العالم الخارجي وبهرجته الزائفة في أجواء روحانية تعبدية لا تشوبها شائبة. وأشار أحد مرتادي هذه المساجد الشاب محمد الضويان 30 عاما إلى أنه يؤدي صلاة التراويح عادة في المساجد الطينية لبعدها عن الضجيج وروحانيتها، مبينا أن معرفته بمثل هذه المساجد عن طريق أصدقائه. فيما يرى العم صالح 75 عاما أن المساجد الطينية تشعره بالراحة النفسية، إضافة إلى خلوها من أجهزة التكييف الحديثة، حيث إن طبيعتها باردة بعكس المساجد الحديثة التي تحولت إلى أماكن تجميد منفرة لكبار السن، داعيا في نهاية حديثه إلى حفظ مثل هذه الأماكن التاريخية والعناية بها. يذكر أن المساجد الطينية مكونة من مواد بناء أولية من طبيعة البيئة وهي أخشاب شجر الأثل والطين والجص وسعف النخيل .