أخذت البيوت القديمة في نجد طرازا معماريا خاصا يتناسب مع مقومات وإمكانيات تلك الفترة، فكانت البيوت تبنى من الطين المقوى بأعواد التبن وتسقف بجذوع الأثل وسعف النخيل . وكان لها تقسيمات ومسميات عادة تبدأ بالمجلس وهو مكان استقبال الضيوف وجلوسهم ويسمى "القهوة" ويبنى في احد أركانه "الكمار" هو عبارة عن شكل زخرفي مكوّن من رفوف منقوشة تأتي بطول متر ونصف تقريباً وبارتفاع وعمق يصلان إلى أربعين سنتمتر ورفوف تكون فوق بعضها بارتفاع من الأرض يصل إلى ثلاثة أمتار ويبنى من الجص الأبيض ويوضع في تلك الرفوف أطقم من الأباريق والدلال بصورة فنية أخاذة تحيط بها رسوم ونقوش الكمار التي تزيدها جمالاً وتأنقاً، وفي أسفله "الوجار" وهو مكان النار المعد لجلوس أدوات القهوة أثناء إعدادها . العريش مكان الجلسة العائلية وهو بمثابة الصالة غير انه مفتوح على حوش او باحة البيت ويزين بالأعمدة المعروشة بجريد النخل وخشب الأثل ويعلق على خشبها العرزال لحفظ الطعام وعادة ما يكون العريش مفروشا بالرمل او البطحاء وتوضع فيه القربة ويفرش بالحصير المصنوع من الخوص . كما المقلط، مكان تناول الضيوف للوجبات التي كانت تعد على صياني مستديرة ومرتفعة كالخوان القديم، وفي الملقط توجد الطاقات للتهوية، ويعلق على جدرانه السفر المصنوعة من خوص النخيل . الروشن، وهو بمثابة غرفة النوم والشيء المختلف فيه عن غرفة النوم توظيف البناء في وضع الأوتاد للتعليق والتجويفات والفوارغ للتخزين . والمطبخ، مكان طهي الطعام وإعداده ويوضع فيه المناسب والقدور كما يبنى داخلة التنور للخبز والمقرصة لصنع القرصان والمراصيع والمصابيب والرحى لجرش القمح ،كما يجهز بفواغر وأوتاد وغير ذلك لحفظ مستلزمات وأدوات الطهي . الجصة، مكان يعد لرص التمور وضمده وتبنى من الحصى والجص ويوضع لها فتحة من الأمام وفتحة صغيرة في الأسفل ويبنى لها حوضا يسمى المدبسة يتجمع فيه الدبس قبل أن يؤخذ وعادة ما تكون الجصة في صفة الطعام والأرزاق وقل ان تخلو بيتا منها ففيها تحفظ سقمة السنة هو التمر المضمود . الفاغرة، وهي التجويف في الجدار بمختلف أحجامه ويعتقد ان الكلمة فيها قلب مكاني واصلها ( الفارغة ) وتكون في المجلس وفي الغرف وفي سائر البيت وهي بمثابة الأدراج التي ترفع فيها الأشياء عن الأرض . والقاتولة، توضع فوق الأبواب عادة ويوصل إليها من داخل البيت في مستراح الدرج وتمثل وسيلة لمراقبة الشارع وما يجري تحت الباب تحديدا ولعلها اكتسبت هذه التسمية ( قاتولة ) لاستخدامها في أوقات الحروب والغارات على البيوت لصد الأعداء عن طريق الفتحات التي وضعت لفوهات البنادق وهي مؤشر عمراني لما مرت به البلاد من خوف وعدم استقرار وامن قبل توحيد المملكة . المثاعب، او السيالات توضع على الأسطح باتجاه الشارع لتصريف السيول التي تسقط على السطح ولها شكلان احدهما ينحت من الخشب ويجوف أعلاه بصورة مائلة ويصنع من خشب الأثل لصلابته وتحمله والأخر يسمى السيالة يبطن داخل الجدار ويكسى بالاسمنت . باب الشارع، وهو ابرز ما يزين البيوت الطينية وتصنع من خشب الأثل وتنقش بالحرق بأشكال مثلثة ودائر تتركز حول ضبة الباب والمجرى بصورة أدق ، وتفتح الأبواب الخارجية من خلال الكوة بمفتاح خشبي مسنن اما الأبواب الداخلية فتزينة النقوش الملونة والمتداخلة . والمصاريع، تتخذ من الأبواب سمتها في نقوشها وضبتها وسكرتها وتستخدم كالطاقات والدرائش للتهوية وربما استخدمت كأبواب طوارئ . الدريشة، تصنع من الخشب وتعشق بالحديد وتكون على باحة البيت في الأدوار السفلية ولا تكون على الشارع إلا في الأدوار العلوية وتكون من درفتين عادة وقد تتكون من أربع متعاقبة بصورة رأسية وتكون على نهاية البناء من الخارج حتى يستفاد من تجويفها الداخلي . وتزين البيوت القديمة من الخارج بالشرف ( الزرانيق ) وهو بمثابة التاج ، وتعتلي نهايات المباني بصورة متدرجة ومتناظرة وتشكل من الشكل والفارغ أشكال متماثلة ومتعاكسة وتتوج بقاعدة على شكل مثلث منظور الزاوية ليكن بمثابة القاعدة التي تحمل هذا الشرف وغالباً ما يزين بالجص وقد يكون في الأركان فقط.