رمضان .. أهلاً بالليالي الخيرة فيها سباقات النفوس الخيرة أهلاً بفرحة صائم باذان المغرب وشدو طفولة مستبشرة أهلاً بدمعة راكع.. أو ساجد وببهجة في رحاب ربان مبحرة ياليت كل العام يأتي قابساً منك الضياء كي يغذي أشهره رمضان كريم، أعاده الله علينا جميعاً بالخير واليمن، رأيت وأنا في بداية الشهر الكريم ان اكتب عن اشياء تسر الخاطر وتسعد النفس فقررت ان اكتب اليوم عن شيء أكثر ايجابية، وبعد البحث والتفكير قررت ان اختيار موضوع اكثر ايجابية وهو مشاهد (المساجد الجاذبة رمضانياً) . من الاشياء الرائعة التي أتمنى ان تعممها المساجد لفكرة (المساجد الجاذبة) باستثمار الائمة المتميزين بتلاوة عذبة لاستقطاب المصلين رجالاً ونساء وأطفالا لاداء صلوات التراويح والتهجد. لقد وصف الله رمضان بأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن.. تشريفاً واعلاء لدوره (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس) البقرة 185 .. ان هذا الشهر الكريم الذي فضله الله عز وجل على سائر شهور العام وجعل ايامه المباركة فرصة للتقرب لله ولعبادته بأفضل ما تكون العبادة. ومما يبشر بالخير ان هناك عدداً من المساجد قد خطت خطوات واسعة لجذب المصلين بتقديم ائمة متميزين في قراءاتهم ممزوجة بعذوبة اصواتهم ما يشعر المصلين فيها بمذاق روحانية رمضانية من نوع خاص من تلاواتهم (كبشارة السماء). في مثل هذا فليتنافس الصائمون المؤمنون لاداء صلاة العشاء والتراويح والتهجد في هذه المساجد الجاذبة لكي يتذوقوا حلاوة الصوم وقيام ليله، ويتسابقوا لاداء الصلاة وراء أئمة هذه المساجد المتميزين في قراءة القرآن الكريم. فرسالة هذه المساجد الجاذبة في رمضان لها لون من ألوان الاشعاع القرآني يقوم الامام المتميز في قراءته بايصالها الى المصلين بصوت عذب جلي ويدخلهم في أجواء قرآنية رمضانية يتحلق بهم بعيداً عن الاجواء الخارجية للحياة ويربط المصلي بالاثار الشريفة للقرآن الكريم. والمعنى المراد هنا هو ان المسجد الجاذب في رمضان هو منهج إسلامي قرآناً وسنة واجماعاً لقوله صلى الله عليه وسلم (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده) الحديث. فمن وحى رمضان مشاهد التوحد في حياة المسلمين حيث يتوافد مئات المصلين الصائمين على هذه المساجد الجاذبة مما يدل على مدى ارتباط القرآن الكريم برمضان حيث تضفى قراءة الامام الجيدة بل والمتميزة مذاقاً رمضانياً وروحانياً تلمس قلوب المصلين وتأنس به ارواحهم فيصبحون جسداً واحداً وقوة مجتمعية بفضل سماع القرآن تلاوة مرهفة وبصوت عذب تخليداً لقول الرسول الكريم (إن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة).