تعقد اليوم انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» على وقع الفضائح التي لطخت سمعة أكبر المؤسسات الكروية التي احتفلت بمئويتها عام 2004، دون وجود أي منافسين للرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد منذ 1998. ولعل ترشح القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي، لرئاسة الاتحاد الدولي في مواجهة بلاتر، كانت الشرارة الأولى لما يشهده حاليا بيت فيفا المطوق بنيران الأزمة من كل حدب وصوب حيث تهدد بهدم هذا المنزل بمن فيه، خصوصا أن المعركة بينه وبين بلاتر كانت متقاربة في الأيام الأخيرة بعد أن أدرك الأخير أن أغلبية أصوات الكونكاكاف قد تذهب باتجاه رئيس الاتحاد الآسيوي ما قد يرجح كفته. وشهدت الأيام الأخيرة مفاجآت وتقلبات كثيرة بدأت الأربعاء الماضي عندما قررت لجنة الأخلاق التابعة لفيفا فتح تحقيق بين ابن همام وجاك وارنر رئيس اتحاد الكونكاكاف بتهمة رشوة بعض اتحادات الأخير في الاجتماع الذي أقيم في بورت أوف سباين يومي 10 و11 مايو الماضي. ويحاول الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم تأجيل انعقاد الجمعية العمومية ل«فيفا» مستغلا قوة إعلامه الذي استجاب لنداءات اتحاده وحاول نشر غسيل «فيفا» مركزا على عملية التصويت للبلد المستضيف لنهائيات كأس العالم 2018 و2022. وقال رئيس الاتحاد الإنجليزي بيرنشتاين إنهم قرروا عدم المشاركة في التصويت بالانتخابات لسببين، موضحا: «الأول هو القلق من أن تتسبب سلسلة من الادعاءات المتعلقة بالأعضاء التنفيذيين بفيفا في صعوبة دعم أي من المرشحين، والثاني هو القلق من افتقاد الشفافية والمساءلة داخل الاتحاد وهو ما يساهم في الوضع غير المريح الذي يشهده الاتحاد في الوقت الجاري». ونادى الاتحاد الإنجليزي الاتحادات الوطنية الأخرى لدعمه في إطلاق مبادرتين «الأولى، تأجيل الانتخابات ومنح المصداقية لهذه العملية، حيث إنه بذلك سيحصل أي مرشح آخر لديه نية إصلاح على فرصته للترشح للرئاسة». وأضاف: «أما الثانية فهي تعيين طرف خارجي مستقل لتقديم توصيات بشأن تحسين الحكم وإجراءات الامتثال والهياكل المسؤولة عن اتخاذ القرار في فيفا». وقال بيرنشتاين «إنها فترة مضرة للغاية لسمعة فيفا وبالتالي سمعة كرة القدم ككل». وأضاف: «ولتعزيز الثقة في طريقة إدارة شؤون اللعبة على أعلى مستوى، نعتقد أن ذلك يتطلب خطوة إيجابية للأمام». تجدر الإشارة إلى أن مطالبات الاتحاد الإنجليزي ستصبح قيد التنفيذ في حالة واحدة فقط هي امتناع 75 % من أعضاء الجمعية العمومية عن التصويت لبلاتر، ودون ذلك الشرط فإن الأمور ستسير كما كان مخططا لها من قبل وسيفوز بلاتر بولاية جديدة تبقيه حتى عام 2015. وشنت الصحف الإنجليزية أمس حملة عدائية على «فيفا» وبلاتر داعمة موقف اتحادها المحلي. وزعمت صحيفة «الصن» أن بلاتر قبل رشوة بقيمة 800 ألف دولار لإنجاح ملف قطر لاستضافة مونديال 2022، مضيفة أنها تعرف الفندق الذي جرى فيه الاجتماع بين الطرفين وما دار فيه بالتفصيل، ولكنها لن تكشف عن ذلك الآن. من جهة أخرى طالبت صحيفة ديلي ميل بإيقاف بلاتر فورا مؤكدة أن الشكوك تحاصره من جميع الاتجاهات، ومن غير المعقول انتخابه في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن الحل الأمثل هو تأجيل الانتخابات حتى معرفة حقيقة التهم المنسوبة لرئيس «فيفا». وأجمعت الصحف الإنجليزية على أن الاتحاد الإنجليزي لم يصوت لبلاتر أو محمد بن همام لسبب واضح وصريح هو عدم ثقته بهما، حيث حاولا تلميع صورتهما أمامه، ولكن الحقيقة كانت مختلفة، ولم يستطع أي منهما الإجابة عن قضية ملف قطر لاستضافة كأس العالم حتى الآن. وكان الأمين العام ل«فيفا» جيروم فالكه قد اتهم قطر بشراء كأس العالم 2022 وجاء في مضمون الرسالة «بالنسبة إلى محمد بن همام، لا أدري لماذا ترشح لخوض الانتخابات، هل فعلا يدرك أن لديه الحظوظ أو أنها طريقة لأنه لم يعد يرغب في بقاء جوزيف بلاتر أم أنه يعتقد أنه يستطيع شراء فيفا كما اشترى القطريون كأس العالم». واضطر فالكه الذي يتردد أن مصيره بات على كف عفريت إلى إصدار بيان نفى فيه أن يكون قد اتهم قطر بشراء مونديال 2022، واعترف بما نسب إليه من كلام مختبئ خلف «لهجة أقل حدة» استخدمت في مراسلة كانت وراء الجدل القائم في هذا الشأن. ودافع فالكه عن نفسه قائلا «نشر نائب رئيس فيفا وارنر مراسلة بعثت بها إليه. قد أكون استخدمت فيها لهجة أقل حدة وغير صريحة. كنت أريد الحديث عن القدرة المالية لقطر، ولم أكن في حال من الأحوال المح إلى شراء الأصوات». وختم فالكه «أكرر الآن أن لجنة الأخلاق التابعة لفيفا لم تفتح أي تحقيق بخصوص إسناد مونديال 2022» إلى قطر