ينتظر الملايين من عشاق كرة القدم قمة من نوع خاص حين يلتقي مانشستر يونايتد الإنجليزي مع برشلونة الإسباني، اليوم، في نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب ويمبلي الذي يسع ل90 ألف متفرج. وستكون لغة الأموال حاضرة وبقوة في موقعة الليلة بعد أن كشف الاتحاد الأوروبي للعبة عن مكافأة بقيمة 110 ملايين جنيه إسترليني للفريق المتوج و 67 مليون جنيه إسترليني لوصيفه والمجموع 177 مليون إسترليني «نحو 1.1 مليار ريال سعودي» وتمثل مجموع مكافآت الفريقين في مشوارهما طيلة الموسم بأقوى البطولات على صعيد الأندية. ويشترك طرفا النهائي في أمور عدة أبرزها، نجاحهما في تحقيق البطولة على ملعب ويمبلي الذي يستضيف المباراة النهائية للمرة السادسة، وذلك حين فاز اليونايتد على بنفكيا بأربعة أهداف لهدف عام 1968، وبرشلونة على سامبدوريا بهدف دون مقابل عام 1992، علما بأنهما يتساويان في عدد مرات الفوز بدوري الأبطال «ثلاث مرات» بالإضافة إلى تفوقهما هذا الموسم على الصعيد المحلي بإحرازهما بطولة الدوري، وانعكاس ذلك الأمر على المستوى القاري، وخصوصا أن اليونايتد وصل إلى النهائي بعد أن أزاح عن طريقه منافسه المباشر محليا تشلسي، في وقت أقصى فيه برشلونة غريمه التقليدي ريال مدريد. ويعد لقاء اليوم الثالث من نوعه بين الفريقين على نهائي بطولة أوروبية، بعد أن التقيا في عام 1992 في نهائي كأس الكؤوس الأوروبية وكانت الغلبة حينها لليونايتد، وفي 2009 بدوري الأبطال نجح برشلونة في خطف اللقب بفوزه بهدفين نظيفين. ويسعى اليونايتد بقيادة مدربه أليكس فيرجسون في الثأر أولا من خسارة نهائي البطولة قبل عامين من برشلونة، وهو ما ظهر واضحا من خلال تصريحات لاعبيه، ولدى النادي الإنجليزي ومدربه فيرجسون ميزة قد تلعب في صالحهم، وهي عدم اعتمادهم على طريقة لعب محددة طوال الموسم الكروي الجاري، ما يجعل فيرجسون قادرا على مفاجأة خصمه. ويبرز في تشكيلة اليونايتد الثنائي الهجومي خافيير هيرناندز الذي سجل 20 هدفا في الموسم الجاري وواين روني، واللاعب المخضرم رايان جيجز «37 عاما» ويعد خط دفاعه صلبا بتواجد الثنائي ريو فيردناند ونيمانيا فيديتش، ومن خلفهم الحارس فان دير سار الذي سيخوض آخر مباراة له في مشواره الكروي. وتكمن قوة اليونايتد في عدم تقيد لاعبي الوسط وخط المقدمة بمراكز محددة، حيث يلعب روني في بعض المرات خلف المهاجمين وفي مرات أخرى صانع لعب، في حين يتنقل انطونيو فالنسيا ولويس ناني ما بين الجهة اليمنى واليسرى، والأمر نفسه ينطبق على جيجز الذي يلعب أيضا في مركز الارتكاز أحيانا. ويعول فيرجسون في المباريات الحاسمة على الكوري الجنوبي بارك جي سونج، الذي غالبا ما يقدم مستويات متميزة في مثل هذه المباريات، حيث سجل في الموسم الجاري هدفا في تشلسي في إياب ربع نهائي البطولة، وهدفا في آرسنال في الدوري المحلي. وعلى الجهة الأخرى، لن يكون لدى مدرب برشلونة جوسيب جوارديولا مجالا لتغيير طريقة لعب فريقه، نظرا إلى عدم رغبته في المجازفة في أهم مباراة لفريقه في الموسم، وحافظ النادي «الكتالوني» على تواجد ثلاثي الوسط بوسكويتس وتشافي وانيستا أساسيين في جميع المباريات المهمة، والأمر نفسه ينطبق على الهجوم بتواجد ميسي وفيا وبيدرو. ويعتمد المدرب الإسباني على قدرات تشافي في صناعة اللعب، بالإضافة إلى تحركات انيستا من العمق، والأهم توغلات أفضل لاعب في العالم ميسي، الذي حتى وإن لم يكن في يومه، فإن مراقبته بشكل لصيق تعد أولوية لجميع الفرق التي تواجه برشلونة، ما يعطي بعض المساحات لزميليه بيدرو وفيا بالتحرك والتسجيل. ويعد برشلونة أكثر الفرق في البطولة قدرة في الاستحواذ على الكرة نظير المهارات الفردية الكبيرة التي يتمتع بها لاعبوه، وما زاد من أمر تفوقهم في هذا الجانب، عدم قدرة خصومهم في المجازفة بالتقدم إلى الأمام أو مبادلتهم الهجمات لأن العقاب حينها يكون عسيرا والأمثلة على ذلك كثيرة، آخرها كان أمام ريال مدريد بعد أن هز لاعبو برشلونة شباكه في خمس مناسبات دون أن يدخل مرماهم أي هدف .